نصر «العالمية» زعيماً لـ«العربية»

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


تجلى فريق النصر السعودي بقيادة البرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو، في ليلة بطولية بامتياز ليتوج بطلاً لكأس الملك سلمان للأندية العربية، بعد فوزه على غريمه الهلال 2-1 في مباراة النهائي التي جمعتهما على ملعب مدينة الملك فهد الرياضية بالطائف.

وسجل الدون البرتغالي هدفين للنصر في مباراة عصيبة لعب فيها «العالمي» ناقصاً منذ الدقيقة 71 نتيجة لطرد عبد الإله العمري، وأفضت إلى أشواط إضافية بعد التعادل 1-1 في الأشواط الأصلية.

ونجح النصر في التتويج بالبطولة للمرة الأولى في تاريخه، بينما عجز الهلال عن تحقيق اللقب للمرة الثالثة، بعدما سبق له تحقيق ذلك عامي 1994 و1995.

وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ونيابة عن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، توج الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، الفريق البطل بالكأس والميداليات الذهبية وجائزة مالية مقدارها 6 ملايين دولار، كما سلم الوصيف الميداليات الفضية وجائزة مالية مقدارها 2.5 مليون دولار، وذلك بحضور الأمير عبد العزيز الفيصل وزير الرياضة رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم.

ولطالما كان لمواجهات الديربي بين العملاقين صداها المدوي على صعيد الكرة السعودية، لكنهما هذه المرة التقيا في ديربي بنكهة عربية، في نسخة مختلفة من البطولة تماماً شهدت مشاركة 16 نادياً عربياً.

وجاءت المباراة قبل بداية مشوار الفريقين مباشرة في بطولة الدوري السعودي، حيث يلعب الهلال في الجولة الأولى مع مضيفه أبها، بينما يحل النصر ضيفاً على الاتفاق.

ولم يسبق للنصر الفوز بلقب البطولة، لكن طموحات «العالمي» كانت عالية في هذه النسخة، مع وجود نخبة من النجوم العالميين في الفريق وعلى رأسهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف البطولة برصيد 6 أهداف،

وبدأ النصر مشواره في البطولة بالتعادل السلبي أمام مواطنه الشباب في مستهل مبارياته بالمجموعة الثالثة، ثم فاز على الاتحاد المنستيري التونسي 4-1 وتعادل مع الزمالك المصري 1-1 ليتأهل الفريق لدور الثمانية وصيفاً للمجموعة برصيد 5 نقاط.

وفي دور الثمانية، واجه النصر فريق الرجاء البيضاوي المغربي وفاز عليه 3-1 ثم اجتاز عقبة الشرطة العراقي بالفوز 1-صفر في الدور قبل النهائي ليضرب موعداً مع الهلال.

أما الهلال، فقد كانت مهمته صعبة في المجموعة الثانية، حيث كان مع أندية الوداد البيضاوي المغربي والسد القطري وأهلي طرابلس الليبي. وتعادل الهلال سلبياً مع أهلي طرابلس في الجولة الأولى، ثم خسر في الدقائق الأخيرة أمام السد 2-3، لكنه فاز على الوداد 2-1، ليقتنص بطاقة العبور للدور المقبل من خلال احتلال المركز الثاني برصيد 4 نقاط. وفي دور الثمانية، اصطدم الهلال بالاتحاد، المعزز بنجوم من فئة الكبار مثل الفرنسي كريم بنزيمة ومواطنه نغولو كانتي، لكنه نجح في الفوز 3-1، ثم كرر النتيجة نفسها على حساب الشباب في الدور قبل النهائي ليتأهل لملاقاة النصر في النهائي.

وبالعودة إلى النهائي، فقد سجل كريستيانو رونالدو هدفين وقاد فريقه إلى لقبه الأول في بطولة الأندية العربية، وبدا الهلال في طريقه إلى لقبه الثالث في البطولة، بعد أن تقدم عبر البرازيلي ميشايل ديلغادو (51) وإكمال النصر المباراة بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 71، لكن رونالدو عادل الكفة (74) ليجر المباراة إلى التمديد، حيث أحرز هدف الفوز (98) ويحقق مع النصر لقبه الأول منذ وصوله مطلع العام بصفقة مدوية.

وبدأ الفريقان المباراة بقوتهما الضاربة، حيث ضمت تشكيلتهما 11 لاعباً أجنبياً بواقع 6 من النصر و5 من الهلال.

ولعب النجوم الأجانب دوراً بارزاً، حيث جاءت الفرصة الأولى للهلال عبر البرتغالي روبن نيفيز من تسديدة مفاجئة مرت إلى جوار القائم الأيسر لمرمى نواف العقيدي، حارس النصر، في الدقيقة الثالثة.

وأنهى رونالدو البطولة في صدارة الهدافين برصيد 6 أهداف، علماً بأنه خرج قبل نهاية المباراة بـ5 دقائق بعد تعرضه لإصابة في الركبة، وذلك قبل أيام من مباراة الفريق الأولى في الدوري المحلي.

وأتت المباراة مثيرة من الطرفين مع أفضلية للنصر في الشوط الأول الذي فشل خلاله في استغلال الفرص.

وأهدر سيرغي سافيتش فرصة خطيرة أخرى للهلال من وضع انفراد في الدقيقة السادسة.

وفي الدقيقة 20، أطلق مارسيلو بروزوفيتش ضربة رأس رائعة أنقذها ببراعة محمد العويس حارس الهلال في أول فرصة خطيرة للنصر. وبعدها بـ6 دقائق أرسل السنغالي ساديو ماني تسديدة قوية أمسكها العويس على مرتين.

وكاد رونالدو يفتتح التسجيل في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول بعد تمريرة عرضية من فوفانا تابعها قائد النصر بقدمه من مدى قريب لكن الكرة استقرت في يد العويس قبل أن يشير الحكم إلى تسلل رونالدو.

وبعد نهاية الاستراحة، أهدر سافيتش فرصة خطيرة في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني عبر تسديدة مرت إلى جوار القائم من مدى قريب.

وسجل ديلغادو الهدف الأول برأسية بعدما تابع عرضية مواطنه الجناح مالكوم (51) ليحتفل على طريقة رونالدو بالقيام بالدوران والقفزة.

وبدا أن النصر تعرض لانتكاسة في مسعاه للعودة إلى المباراة بعد طرد المدافع عبد الإله العمري بالبطاقة الحمراء إثر إعاقته مالكوم المتجه نحو مرمى النصر، علماً بأن الحكم رفع بداية البطاقة الصفراء قبل العودة إلى حكم الفيديو المساعد (في أيه آر) في الدقيقة (71). لكن «العالمي» لم يتأثر بالنقص العددي وأدرك حامل الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم 5 مرات التعادل، بعد أن تابع أمام المرمى عرضية من سلطان الغنام عن الجهة اليمنى (74) ليحتفل واضعاً يده على فمه مسكتاً الجماهير التي كانت تهتف باسم غريمه الأزلي الأرجنتيني ليونيل ميسي.

ومنح الحكم بعد دقائق ركلة جزاء للهلال بعد خطأ لصالح الصربي سيرغي سافيتش داخل المنطقة، لكنه ألغاها بعد العودة إلى حكم الفيديو المساعد (في أيه آر).

وأشهر الحكم بطاقة حمراء للويس كاسترو مدرب النصر للاعتراض على أحد قراراته ليتابع المدرب البرتغالي المباراة من المدرجات.

وبدأ الهلال الشوط الإضافي الثاني بقوة وأطلق سعود عبد الحميد تسديدة قوية مرت إلى جوار القائم في الدقيقة 108 ولجأ النصر للدفاع.

وبعدها بدقيقتين تعرض رونالدو للإصابة بعد التحام مع البديل محمد جحفلي، ليغادر ملعب مدينة الملك فهد الرياضية في الطائف وهو يتألم.

وأهدر البديل عبد الله رديف فرصة التعادل للهلال عندما أطلق ضربة رأس سهلة في يد العقيدي من مدى قريب في الدقيقة الأخيرة من المباراة.

وفي التمديد، أحرز رونالدو هدف الفوز برأسية من أمام المرمى بعد أن تابع كرة ارتدت من العارضة (98) ليحقق معه لقبه الأول منذ وصوله في يناير (كانون الثاني) الماضي بصفقة مقدّرة بـ400 مليون يورو لموسمين ونصف الموسم.

وحرم النصر غريمه الهلال من لقب ثالث بعد 1994 و1995 كان سيعادل به الرقم القياسي للترجي التونسي والرشيد العراقي.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً