منع الدواء والغذاء والمساعدات عن غزة «جريمة حرب»

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

مقتل 256 شخصاً خلال 24 ساعة من القصف الإسرائيلي على غزة

تواصلت الضربات الإسرائيلية الموجهة لقطاع غزة مع بداية اليوم الثامن للحرب هناك، رغم دعوة الجيش الإسرائيلي أمس سكان الجزء الشمالي من القطاع إلى إخلائه والتوجه صوب الجنوب فيما بدا استعدادا لشن هجوم واسع من الشمال، وفقاً لـ«وكالة «أنباء العالم العربي».

وأفادت «وكالة الأنباء الفلسطينية» اليوم (السبت) بأن 256 قتيلا و1788 مصابا سقطوا جراء القصف الإسرائيلي على غزة خلال أقل من 24 ساعة.

وذكرت الوكالة أن الطيران الإسرائيلي واصل اليوم شن سلسلة جديدة من الغارات على عدة مناطق في غزة، والتي كان من بينها استهداف منزل في دير البلح وسط القطاع وتدميره بالكامل، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين.

وشنت الطائرات الإسرائيلية غارة بعدة صواريخ على منزل في منطقة الفالوجة بجباليا شمال القطاع، حيث أصيب عدد من المواطنين، بينما استهدفت إسرائيل مبنى في حي تل السلطان برفح جنوب القطاع بأربعة صواريخ.

وأطلقت زوارق حربية إسرائيلية عدة قذائف وفتحت نيران رشاشاتها الثقيلة نحو ساحل مدينة غزة، في حين أفاد التلفزيون الفلسطيني بأن غارات جوية عنيفة استهدفت حي الدرج وسط قطاع غزة، وأكد في الوقت ذاته أن غارات عنيفة استهدفت جنوب القطاع.

انتشال جثة امرأة فلسطينية من تحت الأنقاض إثر غارة إسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

وبحسب التلفزيون الفلسطيني، فقد استهدفت غارات إسرائيلية أحياء الكرامة والنصر والشجاعية أيضا. وقال التلفزيون في وقت لاحق إن قتلى وجرحى سقطوا في غارات إسرائيلية على المناطق الشمالية الغربية لغزة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد القتلى في مواجهات اندلعت مع الجيش الإسرائيلي في عدد من محافظات الضفة الغربية يوم الجمعة إلى 16 قتيلا فضلا عن إصابة المئات، بعد مسيرات خرجت للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقالت الوزارة إن هؤلاء القتلى سقطوا في مناطق من بينها طولكرم وطوباس والخليل ونابلس وبيت لحم، لافتة إلى أن إجمالي عدد القتلى في الضفة الغربية ارتفع بذلك إلى 49 منذ يوم السبت الماضي.

ووفقا للوكالة الفلسطينية، فقد بلغت حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ بدء الهجمات الإسرائيلية يوم السبت الماضي 1900 قتيل ونحو 7696 جريحا.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية عبر منصة «إكس» (تويتر سابقا) اليوم أن «الطائرات الهجومية طراز (إف-15 إي سترايك إيغل)، التابعة لسرب المقاتلات الاستكشافية 494، وصلت إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية… لتعزيز التمركز الأميركي والعمليات الجوية في أنحاء الشرق الأوسط».

محاولات تسلل ومواجهات

قال الجيش الإسرائيلي اليوم إن دفاعاته الجوية اعترضت هدفين فوق مدينة حيفا. وفي حادث منفصل، ذكرت القوات الجوية الإسرائيلية أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت جسما غير محدد الهوية بمحاذاة مدينة شفاعمرو في شمال إسرائيل بعد ورود تقارير بشأن تسلله.

وكانت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أفادت في وقت سابق اليوم بسماع دوي انفجار في حيفا دون إطلاق صافرات الإنذار، وذكرت وقتها أن الانفجار ناجم فيما يبدو عن اعتراض لنظام القبة الحديدية.

وفي وقت لاحق، قال دانيال هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عبر منصة «إكس» إن الجيش هاجم اليوم هدفا لـ«حزب الله» في جنوب لبنان «ردا على تسلل طائرة مجهولة تم اعتراضها وإطلاق النار على طائرة من دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي». وأكد اعتراض ما أطلق على الطائرة الإسرائيلية.

وفي ساعة مبكرة من اليوم، انطلقت صافرات الإنذار في مدينة سديروت الإسرائيلية، حيث ذكرت صحيفة «هآرتس» أن ثلاثة صواريخ أطلقت من قطاع غزة ضربت سديروت دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.

في غضون ذلك، قالت صحيفة «هآرتس» إن الجيش الإسرائيلي سمح لسكان مستوطنة معاليه مخماس بمغادرة الملاجئ بعد أن طلب منهم في وقت سابق اليوم إغلاق الأبواب والدخول إلى الملاجئ بعد عملية تسلل.

وكانت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية ذكرت أن عملية تسلل مسلحة وقعت في المستوطنة الواقعة شمال الضفة الغربية.

وفي القدس، أفادت «وكالة الأنباء الفلسطينية» بمقتل شخص برصاص الجيش الإسرائيلي قرب بلدة العيسوية شمال شرقي المدينة، ونقلت عن شهود عيان أن القوات الإسرائيلية أطلقت الرصاص بشكل مباشر صوب السيارة التي كان يستقلها ذلك الشخص وأصابته بجروح.

وقالت إن مقاطع فيديو أظهرت أنه ظل ملقى على الأرض إلى جانب سيارته، فيما منعت القوات الوصول إليه أو تقديم الإسعاف له.

وتحدث التلفزيون الفلسطيني عن اندلاع مواجهات بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في مخيم شعفاط بمدينة القدس، فيما أشار إلى أن مسلحين أطلقوا النار بشكل كثيف على قوات إسرائيلية في جنين بعد اقتحام المدينة، وأن اشتباكات اندلعت على عدة محاور.

وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية إن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي استولت على عدة بنايات وحولتها إلى نقاط مراقبة بعدما اقتحمت مدينة جنين ومخيمها.

تحركات روسية وإشادة من «حماس»

أفاد تلفزيون «روسيا اليوم» بأن موسكو تعد مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يدعو إلى تحرير الرهائن المحتجزين في قطاع غزة و«وقف فوري طويل الأمد لإطلاق النار تحترمه جميع الأطراف» في غزة.

ونقل التلفزيون عن مصادر دبلوماسية في مجلس الأمن أن مشروع القرار الذي وزعته روسيا على أعضاء المجلس «يدين كل أعمال العنف ضد المدنيين والأعمال الإرهابية ويدعو لإطلاق سراح كل الرهائن، ويدعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية والإجلاء الآمن للمدنيين».

وأشادت حركة «حماس» بموقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب في غزة، وقالت في بيان إنها تثمّن موقفه «من العدوان الصهيوني المتواصل على شعبنا ورفضه حصار غزة وقطع الإمدادات الإغاثية عنها واستهداف المدنيين».

أضافت «نؤكد كذلك على ترحيبنا بالجهود الروسية الحثيثة الرامية إلى وقف العدوان الهمجي الصهيوني الممنهج على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة».

وكان بوتين أكد أمس أن حصار غزة غير مقبول وأن الشعب الفلسطيني له الحق في إنشاء دولته المستقلة. ونقل تلفزيون «آر تي» عنه قوله إن روسيا لديها علاقات جيدة للغاية مع العالم العربي منذ عشرات السنين وبالطبع مع فلسطين التي «تلقت وعودا منذ زمن بإنشاء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية».

وأضاف الرئيس الروسي أن قرارات إنشاء دولة فلسطينية تم اتخاذها على مستوى الأمم المتحدة. وتابع قائلا إن «من حقهم (الفلسطينيين) التعويل على تنفيذ هذه الوعود».

ونقل تلفزيون «آر تي» عن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قوله خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي إن «تصعيد الأوضاع على الأرض مقلق للغاية والمنطقة على شفا حرب واسعة النطاق وكارثة إنسانية غير مسبوقة».

سكان مدينة غزة يبدأون عملية الإخلاء بعد تحذير إسرائيلي من تزايد العمليات العسكرية في القطاع (إ.ب.أ)

«حماس» تتمسك بالبقاء وتدين استهداف صحافيين

وأكد موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، عبر حسابه على منصة «إكس» تمسك الحركة ببقاء السكان في قطاع غزة ورفضها النزوح.

وقال «ثابتون على أرضنا كأشجار الزيتون، لن نهاجر من بلادنا مرة ثانيه، كل القرارات والقوانين الدولية أقرت حقنا بالعودة ولم نعد، سندافع عن أنفسنا، وسنصبر على الأذى، وسنصمد ثابتين على أرضنا، ولن نخرج إلا إلى بلادنا: يافا وحيفا ويبنا والرملة».

كما أدانت حركة «حماس» في بيان استهداف إسرائيل مندوبي وسائل إعلام في جنوب لبنان، وقالت إن الاستهداف الإسرائيلي «المتعمّد والمتكرر… جريمة حرب بشعة تضاف إلى مسلسل جرائمه بحقّ الصحافة والإعلام الفلسطيني والأجنبي».

وأشار البيان إلى استهداف طاقم قناة «الجزيرة» ومراسلين صحافيين لوكالات أنباء أجنبية على الحدود اللبنانية الفلسطينية، أدى إلى مقتل مصور وكالة «رويترز» عصام عبد الله وجرح فريق قناة «الجزيرة» و«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأدانت منظمة التعاون الإسلامي ما وصفتها بدعوات «التهجير القسري» للفلسطينيين ومحاولات «ترحيل الأزمة» إلى الدول المجاورة، معربة في بيان نشرته عبر منصة «إكس» عن «رفضها المطلق وإدانتها لدعوات اسرائيل، قوة الاحتلال، التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني ومحاولات ترحيل الأزمة الإنسانية التي يفاقمها الاحتلال الإسرائيلي إلى دول الجوار».

وأكدت المنظمة إدانتها «منع وصول المستلزمات الدوائية والإغاثية والاحتياجات الأساسية إلى قطاع غزة، معتبرة ذلك عقابا جماعيا وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني».

مئات الفلسطينيين يفرون بعد طلب الجيش الإسرائيلي منهم التحرك إلى جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وجددت المنظمة مطالبتها المجتمع الدولي بالتحرك العاجل واتخاذ إجراءات فاعلة «لوقف كافة أشكال العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الذي ينذر بوقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة». كما أكدت ضرورة توفير ممرات إنسانية لتوفير الاحتياجات الأساسية لقطاع غزة.

وكان 55 عضوا في الكونغرس الأميركي وقعوا رسالة موجهة للرئيس الأميركي جو بايدن عبروا فيها عن قلقهم بسبب الأوامر الإسرائيلية التي طلبت من مليون ومائتي ألف فلسطيني مغادرة منازلهم باتجاه الجنوب.

وحذّر جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، اليوم من أن إجلاء مليون مدني من شمال غزة عبر منطقة حرب أمر خطير للغاية «ويكاد يكون مستحيلا».

وقال بوريل عبر منصة «إكس»: «أُقرّ بشكل كامل تحذير (الأمين العام للأمم المتحدة) أنطونيو غوتيريش من أن إجلاء مليون مدني من شمال غزة عبر منطقة حرب مكتظة بالسكان إلى مكان لا ماء به ولا شراب ولا مأوى في منطقة تحت الحصار أمر فيه خطورة بالغة».

وقالت الأمم المتحدة اليوم إن أكثر من 400 ألف فلسطيني نزحوا داخليا في قطاع غزة جراء «الأعمال العدائية» هناك، وحذرت من أن غالبية سكان غزة لا يمكنهم الحصول على مياه الشرب النظيفة بعد توقف الإمدادات لشبكة المياه ومحطات التحلية.

وكانت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي مكين قالت أمس إن هناك حاجة فورية إلى ممر إنساني آمن في غزة وحذرت من أن الإمدادات تنفد بسرعة؛ وذكرت عبر حسابها على منصة «إكس» أن فريق عمل المنظمة التابعة للأمم المتحدة في غزة أوصل مساعدات غذائية طارئة إلى نحو 456 ألف شخص في غزة.

وجدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أمس مطالبته سكان غزة بالتوجه إلى جنوب القطاع وهدد بأن «القادم سيكون أعظم».

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه أمس أن تهجير الفلسطينيين لن يتكرر و«لن نقبل بمحاولات إسرائيل توزيع سكان غزة على دول العالم»؛ كما حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من تهجير الفلسطينيين من غزة ووصف ذلك بأنه سيكون «نكبة ثانية» للشعب الفلسطيني.

وقالت الأمم المتحدة إن من المستحيل إخلاء أكثر من مليون شخص في غضون 24 ساعة «دون عواقب إنسانية مدمرة».

أميركا تطلب التأجيل

أوضحت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية اليوم أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل تأجيل الهجوم البري على غزة لحين إنشاء ممر إنساني.

لكن الصحيفة ذكرت أنه لم يتضح بعد كيف كان رد إسرائيل على الطلب الأميركي.

في الوقت ذاته، ذكرت شبكة «سي إن إن» أن الخارجية الأميركية أبلغت بعض مواطنيها العالقين في غزة بأن معبر رفح «قد يكون مفتوحا» بعد ظهر اليوم.

واستندت الشبكة إلى رسائل عبر البريد الإلكتروني حصلت على نسخ منها تفيد بأن بعض الأميركيين من أصول فلسطينية تلقوا «المجموعة الأولى من التعليمات بأن أفراد أسرهم قد يكونون قادرين على الجلاء عن غزة صوب مصر» بعد الظهر.

وذكرت أن الرسائل البريدية المرسلة عبر نظام إدارة الأزمة التابع للشؤون القنصلية في الوزارة جاء فيها «نتفهم أن الوضع الأمني صعب؛ لكن إذا كنتم ترغبون في مغادرة غزة، فإنه يمكنكم الاستفادة من هذه الفرصة».

ونقلت عن متحدث باسم الخارجية الأميركية القول «نناقش هذا الأمر بنشاط مع نظرائنا المصريين والإسرائيليين».

أضاف «ندعم المرور الآمن… نعمل مع شركائنا الإسرائيليين والمصريين لإنشاء ممر آمن للغزيّين الراغبين في الفرار من هذه الحرب وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجونها».

‫0 تعليق

اترك تعليقاً