لسنا جاهزين… لا يمكن أن أنخدع!

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

«سرج»… نقلة نوعية وحضور مبتكر على صهوة الاقتصاد الرياضي

توقع عدد من خبراء التسويق والاقتصاد الرياضي أن تسهم شركة «سرج» للاستثمارات الرياضية، التي أعلن عن تأسيسها صندوق الاستثمارات العامة الأحد، في خلق بيئة خصبة للاستثمار الرياضي وتقوية الجانب الأهم في المجال الرياضي الذي بات يشهد حراكاً غير مسبوق.

وبحسب صندوق الاستثمارات العامة، فإن «سرج» للاستثمارات الرياضية تهدف إلى دعم وتمكين نمو قطاع الرياضة في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وستستثمر في الحصول على حقوق الملكية لإنشاء الفعاليات الرياضية الجديدة، إلى جانب الاستثمار في الحقوق التجارية للبطولات الرياضية واستضافة الفعاليات الرياضية العالمية، بما يحقق أهداف الشركة في تحقيق العوائد المالية، ويدعم توطين الشراكات في مختلف أنحاء المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتهدف شركة «سرج» إلى الاستثمار في الفعاليات المرتبطة بالمشجعين، وستقوم بتوظيف التقنيات الرياضية المتقدمة لتطوير القطاع، بما يُسهم في تعزيز مكانة المملكة كوجهة رياضية وترفيهية.

من جهته، قال الدكتور حافظ المدلج أستاذ إدارة الأعمال لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن صندوق الاستثمارات حضر في الوقت المناسب لتنظيم عملية الاستثمارات الرياضية التي بدأت بقوة في السنوات الماضية، أصبحت لدينا استقطابات رياضية عالية، كل لاعب هو علامة تجارية بحد ذاته، أصبحت لدينا استضافات عالمية متعددة مثل السوبر الإيطالي والإسباني ورالي داكار وفورمولا والألعاب القتالية والبولو وسباق السعودية للفروسية وغيرها من البطولات التي يتم تنظيمها بشكل مستقل ولا يوجد ما يربط بينها، اليوم صندوق الاستثمارات العامة جاء لتنظيم هذه السوق الكبيرة والمتشعبة».

وأضاف المدلج في حديثه: «تنظيم هذه السوق الرياضية بالتأكيد سيصب في مصلحة الاستثمار الرياضي بشكل عام، وسيخلق فرصاً جديدة لاستثمارات مقبلة».

وفيما يخص الاتجاه لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال المدلج: «هذه المنطقة سوق خصبة، وفيها شغف رياضي عالٍ، وفيها كثافة سكانية كبيرة وقوة اقتصادية أو قوة شرائية عالية، العمل فيها أيضا مشتت الآن، حينما تحضر وتجد مظلة تستثمر فيها بشكل كامل سيرفع ذلك من جودة المنتجات التي تقدم، سواء أكانت منتجات رياضية مثل بطولات وأحداث واستقطابات حتى منتجات تحمل شعارات هذه الأندية».

ومضى المدلج في حديثه في هذا الشأن: «أعتقد أن السوق ستكون سوق واعدة، والاستثمار فيها خصب شريطة أن يكون مؤطراً بالإطار القانوني الذي يحمي حقوق الملكية الفكرية، اليوم نحن نعاني في السوق السعودية من التقليد، نشاهد أندية مثل الهلال والنصر والأهلي والاتحاد والشباب وقّعت مع شركات عالمية لتوريد الأطقم، ومع ذلك نجد الملابس المقلدة تباع بسعر يوازي 10 بالمائة من قيمة المنتج الأصلي، وذلك على الأرصفة وفي المحلات التي تدار من قبل عمالة وافدة، وهذا أمر يضر بالاستثمار».

وشدد المدلج على أهمية فرض قوانين صارمة على كل من يخرق هذه القوانين: «هذا الأمر في السعودية، ناهيك عما يحدث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لذلك أملي كبير أن يُعد إطار قانوني يحمي هذا الاستثمار، وتكون هناك عقوبات قاسية ضد التقليد والقرصنة أيضاً».

وعن أهداف شركة «سرج» في الاستثمار بالفعاليات المرتبطة بالمشجعين، والدور المتوقع أن نشاهده، قال المدلج: «كثير من الأشخاص قاموا بحضور فعاليات رياضية خارج الوطن، هناك ما يسُمى بيوم المباراة، ويعني ذلك أن الحضور ليس لمجرد المباراة ثم الخروج، بل الذهاب قبل المباراة بساعات والاستمتاع بمحيط الملعب، وعند دخول الملعب نشاهد توفر المأكولات والمشروبات، وأيضاً وجود المتاجر الخاصة للأندية، كل هذه الأمور البسيطة تضيف إلى اليوم».

وختم الدكتور حافظ المدلج حديثه: «المشجع الأوروبي والأميركي حينما يحضر فعالية، لو كانت قيمة التذكرة 100 دولار فسيدفع 300 دولار، وذلك نتيجة ما يجده في الملعب وقبل المباراة وأثناءها».

من جانبه، أوضح الدكتور مقبل بن جديع، مستشار الإدارة والتسويق وخبير التسويق الرياضي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأمر يعتمد على التنفيذ وما هو دور الشركة الاستثمارية في السوق السعودية من جهة شراء حقوق النقل التلفزيوني وبيعه أم أننا سنشاهدها تنشط في تشغيل الملاعب والمباريات. ستعتمد على النشاط والدور الذي ستقوم به».

وأضاف بن جديع في حديثه: «السوق اليوم مفتوحة للجميع، وأنت الآن ستقوم بتقويته، وتمنح الشركات المحلية الناشئة مكانة، وهي تصارع لتجد حيزاً في هذا المكان، فمن المهم أن تنظم السوق ونشاهد تشريعات وأنظمة، فاليوم ظهور هذا الكيان التجاري يعتمد على أنه سيكون داعماً للسوق ومنظماً له».

ومضى خبير التسويق الرياضي في حديثه عن الأدوار المتوقعة لشركة «سرج»: «قد نشاهد دورها في إحضار حقوق النقل التلفزيوني للبطولات الخارجية للقنوات المحلية، وأيضاً ترويج المنتج السعودي، أو كيفية نقل اللاعبين السعوديين خارجياً»، مضيفاً: «هل ستقوم بالاستثمار بالأندية لتسهم في بيئة خصبة لمساعدتها على إيجاد مستثمرين؟».

الشركة المستحدثة تأمل تقديم تجربة نوعية للجماهير السعودية وكذلك العربية على وجه العموم (الشرق الأوسط)

وعن استضافة البطولات والأحداث، قال بن جديع: «البطولات التي نستضيفها في السعودية مثل (رالي داكار) و(فورمولا) وغيرهما كانت تأتي إلينا عن طريق التفاوض مع الوزارة بشكل مباشر، فمن الممكن أن الشركة هي من تلعب هذا الدور، ومهم جداً أن تكون لدينا شركة تتواصل مع أصحاب الحقوق التجارية في الوسط الرياضي وتملك هذه الحقوق».

وختم الدكتور بن جديع حديثه: «الشركة اليوم سيكون دورها كبيراً، موضوع حقوق الملاعب ربما يتم تطويره بشكل كبير جداً، الآن ما يحدث اجتهادات، فمن الممكن أن تنقل هذه الشركة الحقوق إلى مستوى أعلى، ويتم تطويره، وربما بيعه».

سوق بحاجة إلى الابتكارمن جهته، قال يوسف الرشيد المختص في التسويق الرياضي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نقطة مهمة في تفاصيل الخبر، حيث ذُكر أن الشركة ستقوم بالاستثمار في الحصول على حقوق الملكية لإنشاء فعاليات رياضية جديدة، وهذا يعني أن هناك فعاليات رياضية مبتكرة مملوكة بالكامل إلى هذه الشركة، وهذا لم نعتد عليه في السابق للأمانة».

وأضاف الرشيد في حديثه: «اليوم سنشاهد أمراً مستحدثاً، وطبيعة السوق الرياضية بحاجة للابتكار، ربما كنا معتادين على وجود شركات ترعى الأندية والفعاليات، الآن لدينا شركة تستثمر في الابتكار بالفعاليات الرياضية، وهي تملك حقوقها، وبالتالي يمكنها بيع هذه الحقوق واستثمارها، وهذا الشيء سيساعد الشركة الجديدة على تحقيق عوائد مالية ودعم توطين الشراكات، وربما نشاهد من خلال هذا التوطين إنشاء شركات رياضية جديدة».

وختم الرشيد حديثه عن الجانب الابتكاري للشركة، موضحاً: «المحتوى المحلي في هذا الجانب مهم، ومن أهم الأشياء التي تقيسها (رؤية السعودية 2030) المحتوى المحلي وكيف نعززه وكيف تكون لدينا شركات داخلية وشركات سعودية متوسطة أو صغيرة، فوجود كيان كبير بهذا الشكل يستثمر ويبتكر سيساعد في خلق كيانات جديدة تثري المجال الرياضي ومن الممكن أن نرى رواد أعمال يبتكرون في هذا المجال».

وعن اتجاه الشركة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال الرشيد: «هذا الأمر يعيدنا إلى تصريح الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حينما قال: (الشرق الأوسط هو أوروبا الجديدة)، وهذه دلالة على أن صندوق الاستثمارات درس هذه المنطقة وعرف الاحتياج الموجود فيها، وذهب لتقديم شركة تساهم في الاستفادة من هذه الفرص الموجودة في المنطقة»، مضيفاً: «التوسع على المستوى الجغرافي سيساعد على تحقيق عوائد واقتناص فرص، وبالتأكيد إنهم لم يحددوا النطاق الجغرافي للشركة إلا بعد دراسة الفرص واستهدافها والاستفادة منها».

وعن استهداف الاستثمار في فعاليات الجماهير، قال الرشيد: «هذه منطقة جديدة جداً، نتكلم عن الاستثمار المباشر في المشجعين، ونحن نتكلم عن فعاليات مرتبطة بالمشجعين، وحديثنا ليس عن (يوم المباراة)، بل نتحدث عن أمر أكبر، وهو تعزيز الولاء لدى المشجع وتقديم منتجات مرتبطة»، مضيفاً: «الحصول على منتج فيه ولاء عالي ليس بالأمر السهل، خصوصاً في المجالات المرتبطة بالفئة العمرية الشابة، لأنها فئة عمرية متطلبة، ليسوا مثل كبار السن، تحتاج منتجات مبتكرة ومناسبة لأنهم قريبين من المشهد في كل مكان».وختم الرشيد حديثه في هذا الجانب: «هذه الفئة العمرية الآن أصبحت تدرك ما هو موجود في العالم وتبحث عن كل جديد، والاستثمار فيه وتوظيف التقنيات الرياضية المبتكرة والمتقدمة وكيفية توظيفها والاستفادة منها بابتكار فرص وخلق قصص نجاح لخلق شريحة كبيرة من المستفيدين».

‫0 تعليق

اترك تعليقاً