غارات إسرائيلية في العمق اللبناني

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

وفاة شابة إيرانية دخلت في غيبوبة بعد مواجهة بسبب «الحجاب»

ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) أن الفتاة أرميتا غراوند (16 عاماً) توفيت، وذلك بعد 28 يوماً من دخولها في غيبوبة على إثر مواجهة مع شرطة الأخلاق، بسبب ما قيل إنه «انتهاك» لقانون الحجاب في البلاد. وقالت الوكالة: «للأسف، دخلت في غيبوبة لفترة بعد إصابتها بتلف في الدماغ. وتوفيت قبل دقائق قليلة».

وأعلنت وفاة غراوند دماغياً، الأسبوع الماضي، بعد أن دخلت في غيبوبة في الأول من أكتوبر (تشرين الأول). وأدخلت مستشفى «فجر» في طهران بعدما فقدت الوعي داخل إحدى عربات قطار الأنفاق في محطة بالعاصمة الإيرانية. وتضاربت الروايات بشأن الأسباب. ويظهر مقطع فيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر من خدمات مراقبة المترو، يقومون بنقل الفتاة التي لم تكن ترتدي الحجاب، بعد أن أغمي عليها في العربة.

وأفاد «راديو فردا» الأميركي الناطق باللغة الفارسية، نقلاً عن أفراد أسرة غراوند، بأن السلطات اشترطت تسليم جثتها بدفنها في طهران وعدم نقلها إلى محافظة كرمانشاه ذات الأغلبية الكردية.

وسرعان ما تصدر اسم غراوند شبكات التواصل الاجتماعي.

وتعيد وفاة غراوند مأساة الشابة مهسا أميني (22 عاماً)، التي توفيت في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها في سبتمبر (أيلول) 2022، احتجاجات مناهضة للحكومة استمرت شهوراً وتحولت إلى أكبر مظهر لمعارضة السلطات الإيرانية منذ سنوات.

وقتل أكثر من 500 متظاهر بعدما أطلقت السلطات حملة لقمع الاحتجاجات، وأعلنت السلطات مقتل نحو 70 عنصراً من قوات الباسيج وقوات إنفاذ القانون والأجهزة الأمنية.

وأعلنت السلطة القضائية تنفيذ حكم الإعدام بحق 7 محتجين في قضايا متصلة بالتحركات. وكانت جماعات حقوقية هي أول من أعلن عن دخول غراوند إلى المستشفى، ونشرت صوراً لها على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت فيها فاقدة للوعي، بينما كانت على أجهزة دعم الحياة مع وجود أنبوب تنفسي وضمادات على رأسها.

صورة نشرتها قناة «إيران إنترناشيونال» لأرميتا غراوند التي تتلقى العلاج في مستشفى بطهران

والأسبوع الماضي، قال والد الفتاة بهمن غراوند لمنظمة «هنكاو»، ومقرها في النرويج، الأحد، إن «الفريق الطبي لآرميتا أبلغنا أن دماغها لم يعد يعمل، وليس هناك أي أمل بالشفاء».

وبقيت غراوند في مستشفى «فجر» في طهران، في ظل حراسة أمنية مشددة، ومارست السلطات ضغوطاً على وسائل الإعلام.

وكانت «هنكاو» قد ذكرت في وقت سابق من الشهر أن والدة غراوند اعتُقلت في محيط منطقة المستشفى، لكن أُطلق سراحها في ما بعد. وتنحدر غراوند المقيمة في طهران، من مدينة كرمانشاه في غرب إيران ذات الأغلبية الكردية.

ونفى مدير مترو طهران، مسعود درستي، حدوث أي «تلاسن أو احتكاك» بين غراوند و«ركاب أو موظفي المترو». وقالت السلطات إن الشابة انهارت بسبب انخفاض ضغط الدم.

من جهته، قال وزير الداخلية أحمد وحيدي في الثامن من أكتوبر إن السلطات «حققت في الحادث»، وإن «الوضع واضح تماما». ودان «الأعداء الذين لا يريدون أن يهدأ البلد ويحاولون دائما أن يثيروا جدلا حول كل حادث» حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

صورة من فيديو من كاميرا مراقبة بثّه التلفزيون الحكومي الإيراني يظهر سحب أرميتا غراوند البالغة من العمر 16 عاماً من عربة قطار في مترو طهران (أ.ب)

ونشرت وكالة «إرنا» فيما بعد حوارات مع فتاتين قالتا إنهما صديقتا غراوند، وأكدتا الرواية.

وقالت «هنكاو» إن جميع المقابلات مع العائلة وشهود عيان الحادثة التي نشرتها وسائل إعلام رسمية إيرانية «لا يمكن التأكد منها».

صورة من فيديو بثته وكالة «إرنا» الرسمية من مقابلة مع والدي أرميتا غراوند في مستشفى بطهران

وعبّرت منظمة العفو الدولية عن «مخاوفها الجدية» من أن عائلة غراوند وأصدقاءها «أُجبروا على الظهور في فيديوهات دعائية، وأن يكرروا الرواية الرسمية تحت الإكراه والتهديد بالانتقام».

ولفتت المنظمة إلى أن مراسلة صحيفة «شرق» الإيرانية مريم لطفي حاولت غداة الحادث التوجّه إلى المستشفى، واحتُجزت فترة وجيزة.

وكانت المنظمة قد دعت في وقت سابق هذا الشهر إلى إجراء تحقيق مستقل في ما حدث لغراوند، وقالت إن هناك «أدلة كبيرة على تستر من جانب السلطات». وأضافت المنظمة أنها حللت لقطات نشرتها وسائل إعلام إيرانية قيل إنها تظهر عدم وجود أي احتكاك، وتوصلت إلى أنه حدث تلاعب بالتسجيل وزيادة معدل الإطارات، وأن أكثر من 3 دقائق من التسجيل مفقودة. ويفرض القانون على النساء تغطية شعرهن وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة منذ أغسطس 1983، بعد 4 سنوات من ثورة 1979 التي أطاحت بالشاه العلماني الذي كان مدعوماً من الغرب. وتواجه المخالفات لقواعد الزي توبيخاً علنياً أو غرامات أو الاعتقال. لكن في تحدٍ لتلك القواعد الصارمة بدأ كثير من النساء يظهرن دون حجاب في الأماكن العامة مثل المطاعم والمتاجر منذ وفاة أميني.

وأعربت وزيرة الخارجية البلجيكية، حجة لحبيب، عن حزنها لوفاة الشابة غراوند. ودعت إلى تسليط الضوء على وفاتها. وقالت: «يجب ضمان العدالة واحترام حقوق الإنسان للجميع في كل مكان».

وقالت النائبة الألمانية في البرلمان الأوروبي، النائبة هانا نيومان، إن «النظام أراد اختيار لحظة ينصب فيها الاهتمام العالمي في مكان آخر للإعلان عن وفاتها». وأكدت: «إنهم لن يفلتوا من هذا».

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك: «كانت أرميتا تبلغ من العمر 16 عاماً وهي طفلة وطالبة، لا تزال الحياة بأكملها أمامها».

وأضافت: «لقد سرقت وحشية النظام مستقبلهن. مستقبل إيران هو شبابها. مستقبل إيران هو نساؤها. ولا يستطيع النظام قمع رغبتهن في الحرية».

بدوره، كتب المبعوث الأميركي الخاص لإيران أبرام بالي، أنه «حزین على فقدان أرميتا غراوند، الفتاة الصغيرة التي ورد أنها ماتت الآن بعد تعرضها للاعتداء لعدم ارتدائها الحجاب في مترو طهران في وقت سابق من هذا الشهر».

من جهتها، قالت «منظمة حقوق الإنسان في إيران» التي تتخذ مقراً في النرويج، السبت، عبر منصة «إكس»: «منذ اليوم الأول، حاولت السلطات إخفاء الحقيقة عن طريق نقل أرميتا إلى مستشفى عسكري، واعتقال الصحافيين الذين غطوا القصة، وممارسة ضغوط شديدة على عائلتها».

وقال مدير المنظمة محمود أميري مقدم إن المرشد الإيراني «علي خامنئي مسؤول شخصياً عن وفاة أرميتا غراوند إلى أن يثبت تحقيق دولي مستقل خلاف ذلك».

‫0 تعليق

اترك تعليقاً