عنصر أمن «ساذج» يطمح لمنافسة جيمس بوند!

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

عنصر أمن يتّسم بالسذاجة والتقدير المبالغ فيه لنفسه، يطمح لمنافسة جيمس بوند وتسطير تاريخ جديد في عالم الإثارة والتشويق. يمكن القول إنّ تلك الفكرة تختزل رهاناً فنياً يطمح إليه صنّاع الفيلم الكوميدي المصري «العميل صفر»، المطروح مؤخراً في دور العرض.

تقوم الحبكة على «صفر عبد اللطيف شداد الهمم»، العامل لدى شركة «الرخا للأمن والنظافة». وظيفته بسيطة، لكنه يبدو متأثراً بقصص الجاسوسية والاستخبارات في نسختها العالمية.

يحاول إضفاء لمسته الشخصية على مهمّات توكل إليه، فيلقى الفشل دائماً. اللافت أنّ هذا الإخفاق لا يوقظه من أحلامه، بل يزيده إصراراً على إثبات كفاءته العالية، ولفت الانتباه إلى كونه يمتلك «حساً أمنياً منقطع النظير». يتجلّى ذلك من خلال نصائحه وحكمه التي يلقي بها طوال الوقت على زملائه في متحف يتولّى حراسته مع بداية الأحداث.

أكرم حسني يؤدّي أولى بطولاته المطلقة سينمائياً (الشركة المنتجة)

تقوده المصادفة إلى مهمّة جديدة تتجسّد في تأمين شخصية مهمّة قادمة إلى البلاد. هنا يجمع «صفر» الفريق الأمني الذي سيعاونه في أداء هذه المهمة عالية الدقة والخطورة، فيتكوّن من خطيبته «شروق» وصديقه «نونو» ومدرّب فنون قتالية. تتصاعد الأحداث حين يتبيّن أنّ عصابة دولية عنيفة تستهدف تلك الشخصية، وتقرّر التخلص من «صفر» ورفاقه.

استطاع المخرج كريم العدل الحفاظ على إيقاع سريع؛ فتتعدّد أماكن الأحداث ما بين خارجية وداخلية، إلى مطاردات الشوارع ومغامرات الشواطئ في المدن الساحلية.

أكرم حسني في لقطة من فيلم يسلّمه إلى البطولة المطلقة (الشركة المنتجة)

ينتمي الفيلم إلى نوع «اللايت كوميدي»، فتقوم معظم المواقف الضاحكة على المفارقة والتناقض بين السذاجة المُفرطة للبطل وطموحاته التي تتجاوز قدراته؛ وهو ما يُحسب للمؤلّف وائل عبد الله صاحب السيناريو والحوار، وفق نقاد.

يُعد العمل أول بطولة سينمائية مطلقة لأكرم حسني الذي شارك في أعمال عدّة ظهر خلالها البطل الثاني أو صديق البطل؛ بينما شكّل مسلسل «مكتوب عليا» في رمضان قبل الماضي أول بطولة تلفزيونية مُطلقة له.

ورغم ظهوره في مَشاهد محدودة ضيفَ شرف، إلا أن بيومي فؤاد أصبح بمثابة «تميمة حظ» في نجاح الأعمال الكوميدية لحضوره الخاص على الشاشة وقدرته على الإضحاك بأقل مجهود.

ومن الملامح اللافتة في الشريط، التحرّر من عقدة النجم الأوحد وتفصيل المَشاهد المضحكة على مقاسه، وإعطاء مساحة كوميدية لافتة لكل من «شروق» (أسماء أبو اليزيد) و«نونو» (مصطفى غريب) بدور مساعد راقصة يجد نفسه في موقف لا يُحسد عليه.

كان من المفترض أن يبصر الفيلم النور في صيف 2021، لكنّ انشغال فريق العمل الذي ضمَّ آنذاك الفنانة نيللي كريم، بأعمال أخرى حال دون ذلك؛ وفق تصريح المخرج محمد سامي الذي كان من المفترض تولّيه الإخراج حينها وظهور اسمه في النسخة الحالية لكونه صاحب الفكرة.

ووفق متابعين، فإنّ العمل يعزف على «ثيمة» مكرَّرة في السينما، تحاكي الإنسان البسيط العامل في السلَّم الأدنى من المجال الأمني، فيضطر لمواجهة الأشرار في إطار كوميدي.

بيومي فؤاد في أحد مشاهد الفيلم (الشركة المنتجة)

وفي هذا السياق، تتعدّد أوجه التشابه بين «العميل صفر» والفيلم الأميركي «بول بلارت: شرطي المجمع التجاري» بجزأيه؛ كذلك سلسلة أفلام «جوني إنغلش». ويذهب البعض إلى أنّ ثمة تشابهاً أيضاً بين ملصق الفيلم وملصق «نمس بوند» للفنان هاني رمزي. كما تتشابه قصة فيلم أكرم حسني مع فيلم محمد رمضان «واحد صعيدي» التي يظهر فيه الأخير بصورة الشاب الريفي الساذج الطامح للوصول إلى درجة احترافية من تأمين نزلاء فندق يعمل في حمايته.

يرى الناقد السينمائي طارق الشناوي أنّ «أكرم حسني مشروعُ كوميديّ كبير بما يمتلكه من حضور وخفّة ظلّ وقبول على الشاشة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «المشكلة تكمن في أنّ الفيلم متوسّط النجاح؛ لأننا نعاني في مصر عدم ظهور كوميديّ برتبة نجم شباك يستطيع تحقيق نجومية طاغية تنعكس على الإيرادات؛ وهو ما لم يحدث بعد تراجع نجومية أحمد حلمي وتأثيره».

يتابع: «الحبكة لا تؤهّل الفيلم لتصدُّر الإيرادات ولا تخلق نجومية استثنائية، وهو ما حاول الممثلون تعويضه بالحضور والأداء، لكن لا تزال السينما المصرية في انتظار كوميديّ يكون نجم شباك».

‫0 تعليق

اترك تعليقاً