سفارة روسيا في واشنطن تندد بقرار أميركا إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

لندن ومدريد غير متحمستين لإرسال ذخيرة عنقودية إلى أوكرانيا

انتقدت وزارة الخارجية الروسية «بشدة» تعهد الولايات المتحدة بإرسال ذخيرة عنقودية إلى أوكرانيا، رغم الاستخدام المتكرر لهذا النوع من الأسلحة من قبل الجيش الروسي خلال الغزو المستمر للبلاد.

وبينما نأت إسبانيا والمملكة المتحدة، بنفسيهما عن الخطة الأميركية، سارعت إيران إلى انتقاد الولايات المتحدة على قرارها… وتحدثت روسيا حتى، عن أن هذه الخطوة «تزيد من فرصة نشوب حرب نووية». وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن القرار الأميركي هو «كشف آخر سافر عن المسار العدواني المناهض لروسيا من قبل الولايات المتحدة، الرامي لإطالة أمد الصراع في أوكرانيا لأقصى حد ممكن». وأوضحت: «من المؤكد أن القنابل العنقودية ستقتل مزيداً من المدنيين».

وأفادت الوزارة بأن إعلان الولايات المتحدة أنها ستزود أوكرانيا بالأسلحة المثيرة للجدل، يعد «إشارة على اليأس من جانب الولايات المتحدة، وإعلاناً عن أن الهجوم الأوكراني المضاد يفشل».

واستخدمت القوات الروسية الذخائر العنقودية خلال فترة الغزو، الذي دخل (السبت) يومه الـ500، ورفضت زاخاروفا تعهد كييف بعدم استخدام الذخيرة العنقودية إلا ضد الأهداف العسكرية بوصفه «لا قيمة له». وأضافت «إن واشنطن، من خلال إمدادها بالذخيرة العنقودية، تصبح شريكة في زرع الألغام في المناطق(المدنية)، وبذلك تشترك بالكامل في المسؤولية عن الانفجارات، بما في ذلك ما يلحق بالأطفال الروس والأوكرانيين».

وفي الوقت ذاته، قال الرئيس الروسي السابق، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الحالي، ديمتري ميدفيديف، إن إمداد أوكرانيا بالذخائر العنقودية «قد يؤدي إلى اندلاع حرب نووية»، وذلك في تصريحات عدائية نشرها عبر تطبيق «تلغرام». وكتب: «ربما يكون الجد المريض المحتضر الغارق في الأوهام، قرر ببساطة أن ينسحب بلطف، وأن يحرض على (هرمجدون نووية)، ويأخذ نصف البشرية معه»، في إشارة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن.

قنبلة عنقودية تحتوي على مئات من القنابل الصغيرة التي قد تتفجر لاحقاً وبعد سنوات (أ.ب)

وعدّ أن إرسال الذخائر العنقودية، والتعهد بضم أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يظهران أن «بايدن استنفد الموارد الأخرى جميعها».

وأعلن ميدفيديف أن هذه الخطوات تهدد بإطلاق «حرب عالمية ثالثة».

وكان السفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنتونوف، حذر من قبل من «أن حرباً عالمية ثالثة تقترب بسبب المشاركة الأميركية» الآخذة في التغلغل بعمق في الحرب الأوكرانية.

وعلى النسق ذاته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني (الأحد) إن قرار الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية يدل على «عزمها» على الدفع لاستمرار الحرب في أوكرانيا و«تعقيدها». وقال في تصريحات نقلها تلفزيون (العالم) الإيراني الرسمي: «إن الخطوة الأميركية نموذج آخر للإجراءات الأميركية المزعزعة للاستقرار، كما أن تصدير الأسلحة يسهم في مزيد من المجازر والدمار».

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إنه لن يدعم استخدام الذخائر العنقودية، مشدداً على أن المملكة المتحدة كانت واحدة من بين 123 دولة وقّعت على اتفاقية تحظر استخدامها.

ذخائر عنقودية بانتظار تحميلها على مدافع «هاوتزر» ذاتية الدفع في قاعدة للجيش الأميركي بكوريا الجنوبية (رويترز)

وتابع سوناك لوسائل إعلام بريطانية: «المملكة المتحدة من الدول الموقّعة على اتفاقية تحظر إنتاج أو استخدام الذخائر العنقودية، وستواصل القيام بدورها في دعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي غير القانوني وغير المبرر» بأسلحة أخرى، بما في ذلك دبابات القتال الثقيلة.

وقالت إسبانيا العضو في «الناتو» من جهتها، إنها لن تدعم توريد الولايات المتحدة ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا. وقالت وزيرة الدفاع مارغريتا روبلز: «إسبانيا حازمة بشأن الالتزامات التي قطعتها على نفسها تجاه أوكرانيا، وأيضاً بشأن حقيقة أنه يجب عدم توفير أسلحة وقنابل معينة تحت أي ظرف من الظروف». وشددت على أنه «كان قراراً سيادياً للولايات المتحدة، ولكن ليس من الناتو… وإسبانيا تعتقد بأن مثل هذه الأسلحة يجب ألا تُستخدم حتى في الدفاع المشروع».

وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد أعلنت رسمياً (الجمعة) الماضي أنها سترسل ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا في إطار المساعدات العسكرية. وذكر بيان لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الإدارة ستقدم «أنظمة مدفعية وذخيرة إضافية، بما في ذلك الذخائر التقليدية المحسّنة مزدوجة الاستخدام وذات الفعالية العالية (الذخائر العنقودية)، التي أجرت الإدارة بشأنها مشاورات مكثفة مع الكونغرس وحلفائنا وشركائنا»، بحسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية.

الميدان

وفي شأن التطورات الميدانية، قال مسؤولون روس إن أنظمة الدفاع الجوي بالبلاد أسقطت الأحد أربعة صواريخ أحدها فوق شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا من أوكرانيا وضمتها لأراضيها، وثلاثة فوق منطقتي روستوف وبريانسك عند الحدود مع أوكرانيا.وقال سيرغي أكسيونوف الحاكم الذي عينته روسيا في شبه جزيرة القرم على تطبيق”تلغرام”إنه تم إسقاط صاروخ كروز قرب مدينة كيرتش في شبه جزيرة القرم دون أن يتسبب في أضرار أو إصابات. وقال مسؤولون محليون ،إن حركة المرور على جسر القرم الذي يربط شبه الجزيرة بالبر الرئيسي الروسي عادت بعد توقفها على ما يبدو، دون تحديد سبب هذا التوقف.وفي واقعة أخرى، قال فاسيلي غولوبيف حاكم منطقة روستوف الروسية على “تلغرام” ايضا ،إن الدفاع الجوي أسقط صاروخا أوكرانيا فوق المنطقة.وكتب :”لم تقع إصابات. الحطام ألحق أضرارا جزئية بأسطح عدة مبان”.كما كتب ألكسندر بوغوماز حاكم منطقة بريانسك على”تلغرام” أن الجيش الروسي أسقط صاروخين أوكرانيين. وقال إن منشأة لنشر الأخشاب دمرت بالكامل نتيجة سقوط أحد الصاروخين.

مدفع أوكراني يعمل في منطقة لوهانسك (أ.ب)

وقال سيرغي أكسيونوف، الحاكم الذي عينته روسيا في شبه جزيرة القرم، على تطبيق «تلغرام»، إن الدفاعات الجوية أسقطت صاروخ «كروز» قرب مدينة كيرتش في شبه جزيرة القرم، من دون أن يتسبب في أضرار أو إصابات. ولم يحدد الموقع الذي انطلق منه الصاروخ.

وقال مسؤولون محليون، إن حركة المرور على جسر القرم الذي يربط شبه الجزيرة بالبر الرئيسي الروسي عادت بعد توقفها على ما يبدو، دون الكشف عن سبب هذا التوقف.

بدوره، قال فاسيلي غولوبيف حاكم إقليم روستوف الروسي على «تلغرام»، إن الدفاع الجوي أسقط أيضاً صاروخاً أوكرانياً استهدف المنطقة.

وكتب: «لم تقع إصابات. الحطام ألحق أضراراً جزئية بأسطح مبانٍ عدة».

وفي كييف، قالت السلطات الأوكرانية (الأحد) إن حصيلة ضحايا قصف القوات الروسية لمدينة ليمان بشرق أوكرانيا ارتفعت إلى ما لا يقل عن 9 أشخاص. ويتردد أن هناك 12 شخصاً آخرين أُصيبوا في القصف.

من الدمار الذي أصاب مدينة كراماتسوك من القصف الروسي (أ.ف.ب)

وكان رئيس الإدارة العسكرية الأوكرانية في منطقة دونيتسك، بافلو كيريلينكو، قد قال في وقت سابق، إن القوات الروسية هاجمت المدينة، التي استعادتها القوات الأوكرانية في خريف العام الماضي. وأضاف أن الهجوم الذي وقع (السبت) «كان يستهدف مناطق سكنية».

إلى ذلك، يخطط فيلق «حرية روسيا»، الذي يضم متطوعين روساً معارضين لموسكو، لمزيد من العمليات في منطقة الحدود الروسية، طبقاً لما ذكره متحدث باسمه.

وقال ماكسيميليان أندروننيكوف، الذي يُعرف باسم «قيصر» لصحيفة «ذا أوبزرفر» البريطانية التي تصدر يوم الأحد، في مقابلة: «ستكون هناك مفاجأة أخرى في الشهر المقبل أو نحو ذلك. ستكون ثالث عملية لنا». وأضاف: «بعد ذلك، ستكون هناك رابع وخامس عملية. لدينا خطط طموحة. نريد تحرير أراضينا جميعها».

يذكر أنه في مايو (آيار) و يونيو (حزيران) الماضيين، شارك مقاتلون من فيلق «حرية روسيا» مع فيلق «المتطوعون» الروسي في هجمات بمنطقة «بيلغورود» الحدودية الروسية بالقرب من أوكرانيا.

وطبقاً للاستخبارات الأوكرانية، تهدف تلك العمليات، بين أمور أخرى، إلى تحرير المنطقة من نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتصر الحكومة في كييف على أنها ليست لها صلة بالهجمات.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً