“مجلس حكماء المسلمين” وتوطيد العلاقة مع العراق!

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لكم لمتابعتكم خبر عن “مجلس حكماء المسلمين” وتوطيد العلاقة مع العراق!
[


]

بينما كانت أعين الخليجيين منشدة نحو مدينة البصرة العراقية، تتابع مجريات بطولة “كأس الخليج العربي” لكرة القدم، حطت طائرة قادمة من الإمارات العربية المتحدة، في مطار مدينة “النجف”، على متنها وفدٌ رفيع المستوى من “مجلس حكماء المسلمين”، في مقدمته الأمين العام لـ”المجلس” المستشار محمد عبدالسلام، مدشناً زيارة هي الأولى لشخصيات دينية ومدنية، بدأت لقاءاتها من “معهد الخوئي”، وتحديداً مؤسة “دار العلم”، بدعوة من الدكتور السيد جواد الخوئي.

اللقاء النجفي الذي ضم نخبة من أستاذة “الحوزة العلمية” والأكاديميين، تبعه زيارة إلى مدينة “كربلاء”، ولقاء مع ممثل “المرجعية العليا” الشيخ عبد المهدي الكربلائي.

زيارة وفد

زيارة وفد “مجلس حكماء المسلمين” لمقر دار العلم

الاحتفاء الواسع!

الترحاب الكبير الذي قوبل به وفد “مجلس حكماء المسلمين”، علق عليه المستشار محمد عبدالسلام، في تغريدة له عبر حسابه بمنصة “تويتر”، قائلاً “أشعر بسعادة غامرة لزيارة العراق العريق، بلد الرافدين؛ دجلة والفرات، الكوفة والبصرة، الذي ينبض كل شبر فيه بحضارة آلاف السنين، هذا البلد الذي بدأ بسواعد أبنائه يستعيد مجده التَّليد، سائلا المولى عز وجل أن يوحِّد صفهم ويجمع شملهم، ويوفِّقهم ويعينهم على كتابة حاضرهم ومستقبلهم المشرق”.

ولأن الزيارة ليست موجهة لمدينة واحدة، أو مكون محدد من الشعب العراقي، كان لزاماً التوجه نحو العاصمة بغداد، والتي التقى فيها الوفد برئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حيث جرى بحث “أهم التحديات التي تواجهها المجتمعات الإسلامية، وسبل تجاوزها عبر التكاتف والتواصل”.

السوداني أكد خلال اللقاء أن “العراقيين تمكنوا عبر الوحدة والتآزر من التغلب على هجمة داعش وما مثّلته من تهديد وهمجية”. مشدداً على ضرورة “استنكار خطاب التطرّف وعزله وإدانته من كل الهيآت والمؤسسات الفكرية والثقافية”، وأن ذلك “سيسهم حتماً في محو آثار الإرهاب وإنهاء وجوده”.

من جهته، علق المستشار محمد عبدالسلام، على لقاء رئيس الوزراء العراقي، مبيناً أنه كان “لقاء مهماً”، حيث تمت مناقشة “أهمية التضامن في مواجهة الفكر المتطرف، ومبادرات مجلس حكماء المسلمين في تعزيز السلم والتعايش ولمِّ شمل الأمة الإسلامية، وتنسيق أوجه التعاون خلال الفترة المقبلة بين المجلس والمؤسسات العراقيَّة المختلفة”.

المستشار محمد عبدالسلام والسيد عمار الحكيم

المستشار محمد عبدالسلام والسيد عمار الحكيم

تعدد الأطياف!

بغداد التي تعتبر نموذجاً للمدن متعددة الأديان والأعراق والثقافات، زار فيها وفد “مجلس حكماء المسلمين” مجموعة من الشخصيات والقيادات الروحية المؤثرة، ومن أبرزها بطريرك الكلدان الكاثوليك، الكاردينال مار لويس ساكو، والذي أشاد بـ”العلاقة القوية التي تجمع فضيلة الإمام أحمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية”، والتي “من شأنِها أن تذلِّل كثيرا من الصعاب من أجل صناعة سلامٍ حقيقيٍّ تنعمُ به البشرية جمعاء”.

“المجمع الفقهي العراقي” والذي يعتبر إحدى المؤسسات الرئيسة في الوسط الإسلامي، كان على أجندة وفد “مجلس حكماء المسلمين”، حيث تم عقد لقاء مع الدكتور الشيخ أحمد حسن الطه، وذلك في “جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان”، حيث بَيَّنَ الطه أن “الأمة العربية والإسلامية بحاجة للتآخي بفكر وخطاب معتدل يجمع ولا يفرِّق، ينبذةالتطرف والأفكار الشاذة الدخيلة على الإسلام والمسلمين”.

ولكي تكون الزيارات شاملة لمختلف الأطراف، إلتقى الوفد أيضاً مع رئيس “ديوان الوقف السني” د.مشعان الخزرجي، كما “جمعية رابطة العلماء في العراق”، وأمين عام “تيار الحكمة الوطني” عمار الحكيم، والذي أكد على “أهمية الوحدة الإسلامية والاتفاق على الثوابت التي تجمع الأمة”، داعياً إلى “تحديث الخطاب الديني بما يتناسب مع تحديات المرحلة وطبيعة الأجيال وأولوياتها، وضرورة الاهتمام بشريحة الشباب واستثمار طاقاتها في خدمة المجتمعات العربية والإسلامية”.

لقاء وفد

لقاء وفد “مجلس حكماء المسلمين” أثناء زيارته مدينة أربيل

الذهابُ شمالاً!

أربيل، كانت ضمن المدن التي زارها وفد “مجلس حكماء المسلمين”، حيث التقى وزير الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كردستان، بيشتوان صادق، بحضور رئيس “الوقف السني العراقي” و”رئيس اتحاد علماء كردستان”.

لقاءات أربيل، شملت أيضاً رئيس “اتحاد علماء كردستان”، والبطريركية الكنسية الشرقية الأشورية، والكنيسة الكلدانية، وعدداً من القيادات الدينية والمجتمعية؛ وذلك بـ”هدف تعزيز التواصل الفعال مع كافة مكونات الشعب العراقي”.

لقاء وفد

لقاء وفد “مجلس حكماء المسلمين” مع بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق الكاردينال مار لويس ساكو

تعزيز الحوار!

هذه الزيارة التي جالت على أطراف مختلفة، ما هو هدفها، وما الذي تبتغيه، ولماذا أتت شاملة دون أن تقتصر على العاصمة بغداد وحسب؟

الأمين العام لـ”مجلس حكماء المسلمين” المستشار محمد عبدالسلام، وبحسب ما أورده “المجلس”، يرى أنَّ هذه الزيارةَ “تمثل نقطة انطلاق لحوارٍ جاد وفعَّال مع كافة مكونات الشعب العراقي، في ضوء دعوة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين للمِّ شمل الأمة الإسلامية”، مشيراً إلى أنَّ “الزيارة استهدفت بناءَ جسور للتواصل الفعال؛ تمهيدًا لحوار بنَّاءٍ يُسهمُ في تأسيس مرحلة جديدة من التفاهم بين كافة الطوائف الإسلامية، وصياغة المحددات الرئيسة؛ التي يمكن أن ينطلق منها الحوار والتعاون المشترك”.

هذه الخطوة قد تدفع مستقبلاً نحو مزيدٍ من التعاون بين “مجلس حكماء المسلمين”، والقيادات والمؤسسات الروحية في العراق، وهو التعاون الذي إذا تم، سيدفع نحو تعزيز الخطاب “المعتدل” البعيد عن الطائفية والتعصب والانغلاق المذهبي.

كما أن التواصل بين شخصيات ومؤسسات عربية، ونظرائها في العراق، يعزز من تواصل بغداد مع عمقها العربي، ويردم الهوة التي نشأت بسبب ظروف أمنية وسياسية وعسكرية معقدة، مر بها العراق ومنطقة الشرق الأوسط خلال العقود السالفة!

[


]

‫0 تعليق

اترك تعليقاً