كيف استعد الاتحاد السوفيتي للحرب العالمية الثانية؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

نشكركم لمتابعه خبر من موقع الرسالة كيف استعد الاتحاد السوفيتي للحرب العالمية الثانية؟

عقب نجاحهم في غزو فرنسا وتكثيفهم لعمليات القصف ضد المدن البريطانية، اتجه الألمان يوم 22 حزيران/يونيو 1941 لنقض اتفاقية مولوتوف ريبنتروب عن طريق فتح جبهة جديدة بالشرق. وخلال ذلك اليوم، باشرت القوات الألمانية، مدعومة بآلاف الدبابات والطائرات، بالتدخل بالأراضي السوفيتية. وخلال الأسابيع الأولى من عملية بربروسا (Barbarossa)، عملية اجتياح أراضي الاتحاد السوفيتي، تكبدت القوات السوفيتية خسائر جسيمة أجبرتها على التراجع مئات الكيلومترات.

وعلى الرغم من إبرامهم اتفاقية مولوتوف ريبنتروب مع الألمان قبل نحو أسبوع من بداية الحرب العالمية الثانية، اتجه السوفييت لإعادة تسليح الجيش الأحمر خوفا من إمكانية جر بلادهم نحو هذا النزاع العالمي. وطيلة السنوات التي تلت نهاية الحرب الأهلية الروسية وإعلان قيام الاتحاد السوفيتي، تحدث المسؤولون الشيوعيون السوفييت، وعلى رأسهم فلاديمير لينين، عن حتمية النزاع بين موسكو والقوى الرأسمالية ضمن حرب عالمية.

وعلى حسب الاستراتيجية العسكرية التي وضعتها موسكو حينها، كان من المقرر تهيئة الجيش الأحمر لصد أي هجوم محتمل من القوى الرأسمالية ضمن معارك حدودية قبل البدء بشن هجوم بري واسع داخل أرضي هذه الدول.

وخلال السنوات الأولى التي تلت نشأة الاتحاد السوفيتي، كانت عملية تسليح وتعصير الجيش الأحمر شبه مستحيلة بسبب التخلف التكنولوجي الذي عانت منه البلاد عقب الحرب الأهلية. وبفضل عدد من الإصلاحات الستالينية وسياسة التصنيع التي ظهرت عام 1929، تمكن الجيش الأحمر من الحصول على كميات وفيرة من العتاد العسكري.

من جهة ثانية، اعتمد الجيش الأحمر على مدار سنوات على سياسة تجنيد اتجه من خلالها لتدريب المواطنين المؤهلين للخدمة العسكرية لفترة وجيزة بمناطق قريبة من أماكن سكناهم مشكلا بذلك جيش احتياط فاقدا للخبرة العسكرية. وبسبب هذه السياسة، امتلك الجيش الأحمر عددا قليلا من الجنود الأساسيين مقارنة بعدد من الدول الغربية الأخرى. وأمام صعود النازيين وتزايد حظوظ اندلاع نزاع مسلح مع ألمانيا، غير الاتحاد السوفيتي سياسة التجنيد بداية من النصف الثاني من الثلاثينيات.

ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، تكون الجيش الأحمر من 1.9 مليون عنصر. وتزامنا مع بداية عملية بربروسا عام 1941، ارتفع هذا العدد ليقارب 5 ملايين عنصر توزعوا على أكثر من 300 فرقة عسكرية. وبسبب هذا الارتفاع السريع في عدد قواته خلال فترة وجيزة، عانى الجيش الأحمر من مشاكل تنظيمية تزامنت مع تولي مسؤولين جدد فاقدين للخبرة العسكرية لزمام الأمور بمختلف هياكله عقب قيام ستالين بإعدام كبار جنرالات الجيش الأحمر أثناء فترة التطهير الأعظم ما بين 1937 و1938.

أسلحة قديمة

خلال نفس الفترة، حاول الاتحاد السوفيتي تزويد الجيش الأحمر بمزيد من الأسلحة. وما بين عامي 1939 و1941، ارتفع عدد الدبابات من 10 آلاف ليبلغ حوالي 25 ألف دبابة، كانت من ضمنها دبابات مخصصة للتدريبات، وارتفع عدد الطائرات ليقدر بنحو 14 ألف طائرة، كما زودت فرق المدفعية بأكثر من 90 ألف مدفع من مختلف الأعيرة.

وتضمنت الأسلحة الحديثة التي حصل عليها الجيش الأحمر حينها البندقية القتالية أس في تي 40 (SVT-40) والمسدس الرشاش شباجين (Shpagin) ودبابات تي 34 (T-34) وكا في 2 (KV-2)، غريبة الشكل، إضافة لطائرات ياك 1 (Yak-1) وميغ 3.

إلى ذلك، ظلت كميات الأسلحة الحديثة محدودة بصفوف الجيش الأحمر صيف عام 1941. وقبيل بداية عملية بربروسا، امتلك الجيش الأحمر أعدادا كبيرة من الأسلحة القديمة، التي كانت بلا قيمة على ساحات المعارك، مثل دبابات تي 26 (T-26) وبي تي 5 (BT-5). فضلا عن ذلك، باشر سلاح الجو السوفيتي بالحصول على طائرات ميغ 3 خلال العام 1941. وبسبب ذلك، تكون أغلب سرب الطائرات السوفيتية من قطع حربية قديمة لم تكن ندا لمواجهة طائرات اللوفتفافه (Luftwaffe) التي استخدمها سلاح الجو الألماني، مع بداية عملية بربروسا.

[


]

‫0 تعليق

اترك تعليقاً