نسعى لتحول ديمقراطي ولا نطمع في الحكم

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

عشرات القتلى والجرحى من المدنيين في عاصمة جنوب دارفور

تشير إحصائيات أولية إلى أن أكثر من 59 شخصاً قُتلوا وأُصيب العشرات من المدنيين في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، في تجدد للقتال بين الجيش وقوات «الدعم السريع» للمرة الثانية خلال الأسبوعين الماضيين.

وكانت المدينة التي تعيش في عزلة بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت، قد رُوّعت الثلاثاء الماضي، بمجزرة راح ضحيتها 22 شخصاً من بينهم أطفال ونساء جراء تساقط القذائف المدفعية والدانات على منازلهم في المعارك الضارية التي تدور بين الطرفين.

وأفادت الأنباء، الثلاثاء، بأن بعض الأسر فقدت عدداً من الأبناء والبنات من بينهم أطفال قُصَّر نتيجة لسقوط قذائف على أحياء مأهولة بالسكان، رغم أن المواجهات المحتدمة أدت إلى إخلاء قسري وفرار أعداد كبيرة من الأهالي للنجاة من القتل العشوائي.

آثار النزاع بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» (أ.ف.ب)

ويعتم انقطاع خدمات الاتصالات الهاتفية والإنترنت التي تضررت بفعل الاشتباكات على ما يجري داخل المدنية التي شهدت معارك ضارية بين الجيش و«الدعم السريع».

وانتقلت الحرب بين الطرفين إلى إقليم دارفور، فور اندلاعها في العاصمة الخرطوم منتصف أبريل (نيسان) الماضي. ويتحدث عدد من الفارين من القتال في نيالا، عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا قتلى وجرحى في الأيام الأولى من اندلاع المعارك بين القوتين المتحاربتين.

ويقول الجيش السوداني إنه ظل يتصدى باستمرار لمحاولة من قوات الدعم السريع للهجوم على الفرقة (16) بهدف الاستيلاء عليها للسيطرة على كامل الولاية.

ووفقاً لمصادر، فإن غالبية الضحايا قُتلوا بالرصاص وشظايا القصف المدفعي العشوائي خلال المعارك، مشيرين إلى أن أحياء وسط المدينة أصبحت خاوية تماماً من السكان، كما أن كل المستشفيات خرجت من الخدمة تماماً.

جثث في الطرقات في مدينة الجنينة بدارفور في 16 يونيو 2023 (أ.ف.ب)

ووصلت إلى نيالا، الاثنين الماضي، قوة مشتركة من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية «جوبا للسلام» 2020 لتأمين وحماية المدنيين.

كانت تلك الفصائل التي قررت عدم الوقوف إلى جانب أي من طرفي الحرب، قد أجرت اتصالات ووساطات مع قيادات الجيش وقوات «الدعم السريع» في جنوب دارفور، لوقف التصعيد.

وبدورها اتهمت قوات «الدعم» في بيان الثلاثاء، الجيش «بارتكاب مجزرة بشعة بحق المدنيين الأبرياء في مدينة نيالا راح ضحيتها 42 شخصاً وعشرات الجرحى». وقالت إن قوات الجيش «قصفت عشوائياً أحياء شرق نيالا: طيبة والسكة الحديد بالمدفعية الثقيلة، مما تسبب في مقتل مواطنين جلُّهم من الأطفال والنساء».

وأشار البيان إلى أن القصف العشوائي «والمستمر لأيام، قضى على أسر بالكامل وأصاب العشرات»، مما دفع معظم سكان الأحياء الشرقية لمدينة نيالا إلى الهروب من منازلهم. وذكر أن قوات «الدعم السريع» نقلت عدداً من الجرحى إلى المراكز الصحية والمستشفى الميداني التابع لها لتقديم الرعاية الطبية لهم. ودعا «المنظمات الحقوقية والإنسانية، للاضطلاع بمسؤولياتها في إدانة هذه الجريمة ضد المدنيين».

في المقابل تواجه قوات «الدعم السريع»، والميليشيات المسلحة المتحالفة معها، «اتهامات بارتكابها انتهاكات مروعة، واستهداف مجموعات سكانية بالإقليم على أُسس عِرقية وإثنية».

سودانيون فرّوا من الصراع في دارفور عند عبور الحدود بين السودان وتشاد في أدري (رويترز)

وأعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، أن «الاشتباكات المندلعة والمستمرة بين طرفي الصراع في السودان؛ القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، عرقلت وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في مدينة نيالا الذين يعانون نقصاً في المواد الغذائية». ووفقاً لإحصائيات المنظمة الأممية، فقد نزح أكثر من 50 ألف شخص إلى المناطق الآمنة في الإقليم جراء تصاعد العمليات العسكرية.

كما تقول إحصائيات أولية للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، إن أكثر من 4 آلاف قُتلوا، من بينهم مئات المدنيين، ومن بين القتلى 435 طفلاً، لكنّ العدد الفعلي للضحايا أعلى من ذلك بكثير.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً