مقتل 4 جنود سوريين في هجوم إسرائيلي على محيط دمشق

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


الإمارات وعمان وقطر تنضم للدول المحذرة من مناطق النزاعات في لبنان

بات الوضع الأمني في لبنان تحت المجهر، مع انضمام دول عربية جديدة إلى تحذير مواطنيها من مغبة السفر إلى لبنان، وضرورة التنبه إلى «المحاذير الأمنية». وقد انضمت كل من قطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان إلى الدول التي سبق أن حذّرت رعاياها من الاقتراب إلى المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة في لبنان، مجددة التأكيد على قرار منع السفر إليه الصادر عنها سابقا. وذلك بعد أيام على الاشتباكات المسلحة التي شهدها مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، والتي كادت تتوسع إلى خارج المخيم، قبل التوصل إلى اتفاق التهدئة الذي يرى فيه الكثيرون أنه معرض للخرق في أي لحظة.

ودعت الإمارات مواطنيها إلى أهمية التقيد بقرار منع السفر إلى لبنان الصادر مسبقاً، مشيرة إلى أهمية التواصل معها في الحالات الطارئة عبر الوسائل المخصصة لذلك.

كذلك دعت سفارة قطر لدى لبنان في بيان عبر حسابها على منصة «اكس» المواطنين القطريين الزائرين للبنان لاتخاذ الحيطة والحذر والابتعاد عن المناطق التي تشهد الأحداث الحالية والتقيد بالتعليمات الصادرة عن السلطات المحلية المختصة، وناشدت المواطنين القطريين الموجودين حالياً في لبنان التواصل مع سفارة دولة قطر في بيروت في الحالات الطارئة.

وأتت دعوة الإمارات وقطر وعمان بعد تحذيرات أطلقتها السفارة السعودية في بيروت لمواطنيها من التواجد والاقتراب من المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة في لبنان وطالبتهم بالمغادرة بسرعة مذكرة كذلك بأهمية التقيد بقرار منع السفر السابق إلى لبنان.

كذلك دعت سفارة سلطنة عمان لدى بيروت، في بيان عبر منصة «اكس»، مواطنيها الموجودين على الأراضي اللبنانية إلى ضرورة توخي الحذر والتقيّد بالإجراءات الأمنية اللازمة بالابتعاد عن المناطق التي تشهد صراعات مسلّحة، مع اتّباع الإرشادات الأمنية الصادرة من جهات الاختصاص.

وكانت الكويت أيضاً حذرت رعاياها من الاقتراب من مناطق الاضطرابات في لبنان، وقالت وزارة الخارجية الكويتية في منشور على حسابها بمنصة «إكس»: «تهيب سفارة دولة الكويت لدى الجمهورية اللبنانية بمواطني دولة الكويت الموجودين في الجمهورية اللبنانية التزام الحيطة والحذر والابتعاد عن مواقع الاضطرابات الأمنية في بعض المناطق والتقيد بالتعليمات الصادرة عن السلطات المحلية المختصة».

وتأتي هذه التحذيرات في وقت لا يزال فيه الهدوء حذرا في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في عاصمة جنوب لبنان، والذي يعتبر إحدى أبرز البؤر الأمنية في لبنان، وهو واحد من المخيمات الفلسطينية التي يبلغ عددها 12 مخيما ويشهد بعضها اشتباكات مسلحة بين فترة وأخرى، هذا إضافة إلى الحدود الجنوبية مع إسرائيل التي تعتبر بدورها منطقة أمنية حساسة. وذلك مقابل مناطق في الداخل اللبناني تصنف بدورها على أنها خطرة وهي تلك الواقعة في منطقة البقاع، وتحديدا في بعلبك – الهرمل المتاخمة للحدود السورية، حيث تشكل بعض المناطق والأحياء مراكز لمعامل الكبتاغون وتجار المخدرات وشبكات الخطف وسرقة السيارات.

و توصف هذه الأحياء والمناطق بالبؤر الأمنية لخروجها عن سلطة الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية وخضوعها لسيطرة المجموعات المسلحة والعشائر التي تتحرك بغطاء سياسي تؤمنه لها قوى سياسية في المنطقة، أبرزها «حزب الله». ويسجّل بين فترة وأخرى أحداث أمنية عدة في هذه المناطق وفي بعلبك ومواجهات مع الجيش اللبناني الذي ينفذ بين حين وآخر مداهمات لإلقاء القبض على مطلوبين ولا تنتهي بسقوط ضحايا من العسكريين بين قتلى وجرحى.

وسجّل في شهر مايو (أيار) الماضي عملية خطف لمواطن سعودي في وسط بيروت وتم نقله إلى حي الشراونة في بعلبك، الذي يعرف بأنه من أبرز البؤر الأمنية في بعلبك ويهرب إليه المطلوبون للعدالة. ونجح حينها الجيش اللبناني في تحريره خلال يومين بعد مداهمات واسعة وعملية أمنية محكمة.

وعلى الحدود أيضا، إنما الجنوبية يبقى الترقب والحذر سيّد الموقف بشكل دائم، حيث إن مختلف السفارات تحذّر رعاياها من التوجه جنوبا، بشكل دائم، وذلك لدقة المنطقة التي تشهد بين حين وآخر حوادث أمنية متفرقة بين الإسرائيليين و«حزب الله»، اللذين خاضا حربا واسعة عام 2006 استمرت 33 يوما وقتل خلالها حوالي 1200 لبناني و160 إسرائيليا.

وتشهد هذه المنطقة بشكل شبه دائم توترات بين الطرفين لأسباب عدة، منها إسقاط مسيرات أو التحرك في مناطق متنازع عليها، كنصب حزب الله قبل أسابيع خيمتين في مزارع شبعا، إحداهما في الجانب المحتل من قبل إسرائيل.

وفي الداخل اللبناني، يعتبر عدد من المخيمات الفلسطينية التي تتولى مهمة الأمن فيها، لجان أمنية مشتركة تضم ممثلين عن أبرز الفصائل، بؤرا أمنية بامتياز. وأبرزها، من أصل 12 مخيما، عين الحلوة والبداوي وبرج البراجنة، وهي تضم أكبر تجمعات فلسطينية في لبنان وباتت تعتبر ملجأ للمطلوبين للعدالة، في حين أن السلاح المنتشر في غياب أي رقيب أو حسيب يشكل الخطر الأمني الأبرز، وهو ما تعكسه الاشتباكات المسلحة التي تحصل بين حين وآخر ويسقط خلال القتلى والجرحى.

وما حصل الأسبوع الماضي في مخيم عين الحلوة، في صيدا، جنوب لبنان، خير مثال على هذا الواقع، بحيث استمرت الاشتباكات بين مجموعات إسلامية متشددة و«حركة فتح» لأكثر من خمسة أيام استعمل خلالها الأسلحة الثقيلة والقذائف. ورغم الإعلان أكثر من مرة لاتفاق وقف إطلاق النار فإن المواجهات لم تهدأ وبقيت الاشتباكات المتقطعة إلى حين توقفها بشكل «نهائي حذر» يوم الخميس، بعد تدخل جهات فلسطينية ولبنانية أبرزها «حزب الله» و«حركة أمل». وهذا الأمر أدى إلى توجيه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رسالة عالية اللهجة إلى الفلسطينيين، وطالب القيادات الفلسطينية بـ«وقف الاقتتال الذي يشكل انتهاكا صارخا للسيادة اللبنانية»، محذرا من أنه «من غير المسموح أن تعتبر التنظيمات الفلسطينية الأرض اللبنانية سائبة فتلجأ إلى الاقتتال الدموي وتروّع اللبنانيين».

‫0 تعليق

اترك تعليقاً