مقتل قائد المنطقة العسكرية الجنوبية بهجوم أوكراني

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

موسكو تتحدث عن «خسائر أوكرانية فادحة»… وتصد هجمات

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها وجّهت، الأربعاء، ضربات مركزة على مستودعات تخزين الأسلحة والوقود في أوديسا (جنوب غربي أوكرانيا) ومنشآت عسكرية في خاركيف (شرق)، وأكدت أنها نجحت في صد 30 هجوماً أوكرانياً على محاور القتال. وبدا أن معركة مواجهة تزويد الغرب لأوكرانيا بقنابل عنقودية اتخذت منحى تصعيدياً مع تلويح موسكو برد قوي «يتناسب مع التطور».

وأفاد بيان أصدرته الوزارة بأن القوات الروسية استخدمت في هجماتها صواريخ بعيدة المدى استهدفت منشآت لتخزين الأسلحة والعتاد، ومنشآت تخزين الوقود في بلدتي مالودولينسكوي وتشرنومورسك قرب مدينة أوديسا التي يقع فيها الميناء الأوكراني الأساسي الذي ما زال تحت سيطرة القوات الأوكرانية.

بالإضافة إلى ذلك، هاجمت قوات الطيران والمدفعية والصواريخ الروسية موقع القيادة والمراقبة لكتيبة من اللواء الخامس للحرس الوطني الأوكراني في منطقة يامبول في دونيتسك، وهي الكتيبة التي تدير جانباً مهماً من الهجوم الأوكراني المضاد في جنوب البلاد. ووفقاً للبيان العسكري فقد استهدف القصف الروسي أيضاً مواقع في خاركيف شرق البلاد، حيث تم «تدمير مستودع الذخيرة للواء القوات الخاصة الأول للقوات المسلحة الأوكرانية بالقرب من بلدة فولتشانسك».

من جهتها، قالت القوات الجوية الأوكرانية عبر تطبيق «تلغرام» إن روسيا شنت في الإجمال 15 هجوماً بطائرات مسيّرة من طراز «شاهد» على أوكرانيا الليلة الماضية، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 11 منها. وقال إيهور تابورتس قائد الجيش في منطقة تشيركاسي جنوب شرقي كييف، على «تلغرام» إنه نتيجة القصف بطائرة مسيّرة أصيب شخصان بعد اندلاع حريق في إحدى منشآت البنية التحتية غير السكنية، بحسب «رويترز».

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (إ.ب.أ)

وجاءت الهجمات الروسية المكثفة بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن خسائر فادحة تكبدتها القوات الأوكرانية خلال الهجوم المضاد الذي شنته على طول جبهات القتال في المناطق الجنوبية. وقال شويغو إنه «منذ بداية الهجوم المضاد، بلغت خسائر أوكرانيا أكثر من 26 ألف فرد عسكري و3 آلاف قطعة من الأسلحة المختلفة». وأوضح: «من بين 1244 مركبة مدرعة تم تدميرها كانت هناك 17 دبابة من طراز ليوبارد، وخمس دبابات فرنسية، و12 عربة قتال مشاة أميركية من طراز «برادلي» .

ووفقاً للوزير الروسي، فقد ركزت الضربات الروسية على استهداف المعدات والذخيرة الغربية، وزاد: «دمرت القوات الروسية أيضاً 43 مدفع هاوتزر أميركي الصنع، و46 بندقية ذاتية الدفع، صنعت في بولندا والولايات المتحدة وفرنسا، كما أسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية 176 قذيفة هيمارس، و27 صاروخ ستورم شادو للقوات المسلحة الأوكرانية و483 طائرة مسيرة تابعة للقوات الأوكرانية».

وأكد شويغو أن «القوات الأوكرانية لم تصل إلى أهدافها في أي من الاتجاهات خلال الهجوم المضاد». كما تواصل القوات الروسية «ضرب احتياطيات القوات الأوكرانية، والمعدات القادمة من الغرب بأسلحة عالية الدقة، مما يقلل من إمكاناتها الهجومية».

في غضون ذلك، أعلنت السلطات الموالية لموسكو في مقاطعة زابوريجيا، عن استهداف مدينة توكماك في المقاطعة باستخدام ذخائر عنقودية، في أول استخدام لهذه الذخائر منذ الإعلان أخيراً عن تزويد كييف بها. وأكدت خدمات العمليات وقوع إصابات في مناطق مزارع الدواجن، وعند مخرج المدينة باتجاه فاسيلييفكا.

دبابات روسية مدمرة في بوتشا بضواحي كييف في أبريل 2020 (أ.ب)

وكان الكرملين استبق هذا الإعلان بتأكيد أن روسيا «سوف تضطر لاتخاذ إجراءات وتدابير مضادة فور استخدام كييف الذخائر العنقودية التي قدمتها واشنطن مؤخراً».

وقال الناطق الرئاسي دميتري بيسكوف إن «احتمال استخدام هذا النوع من الذخيرة من قبل كييف يغير الوضع، وبالطبع سنضطر لاتخاذ إجراءات جوابية مضادة».

وفي وقت سابق، حذر وزير الدفاع الروسي من أن تزويد الولايات المتحدة لأوكرانيا بذخائر عنقودية، سيضطر القوات المسلحة الروسية إلى استخدام أسلحة مماثلة ضد القوات الأوكرانية.

وأكد أن بلاده مسلحة بذخائر عنقودية «لجميع المناسبات»، مشيراً إلى أن الذخائر العنقودية الروسية «أكثر فاعلية من الأميركية، فضلاً عن أن مداها أوسع وأكثر تنوعاً».

وشدد على أن روسيا امتنعت وتمتنع عن استخدام مثل هذه الذخائر في العملية الخاصة، إدراكاً منها للتهديد الذي تشكله على السكان المدنيين.

وكان البيت الأبيض أعلن موافقته على تسليم أوكرانيا ذخائر عنقودية، بعد تأكيد كييف أنها سوف تستخدمها ضد منشآت عسكرية فقط، ولن يتم توجيهها إلى الداخل الروسي.

إحباط هجمات

إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع في إيجاز يومي لمجريات القتال على الجبهات إن قواتها نجحت في إحباط 30 هجوماً شنتها القوات الأوكرانية، خلال اليوم الماضي.

ووفقاً للبيان العسكري، فإن الهجمات الأوكرانية التي تم التصدي لها غطت خطوط التماس على طول محاور دونيتسك ولوغانسك، وامتدت لتشمل مناطق أخرى، وزادت أن القوات الروسية ردت على الهجمات بمساندة قوية من سلاح الطيران والمدفعية.

وقالت الوزارة إن «قوات كييف تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في منطقتي أندريفكا وكليشيفكا في دونيتسك، وتم القضاء في هذا المحور على نحو 335 جنديا أوكرانيا، وتدمير دبابة ومدرعتين، وأربع مركبات». وعلى محور كراسنو ليمان «صدت نيران وحدات الجيش الروسي هجومين للعدو، وتمكنت من القضاء على أكثر من 60 جندياً وتدمير عدد من الآليات العسكرية». وزاد البيان العسكري أن الجيش الأوكراني واصل محاولاته للهجوم في اتجاه دونيتسك. وقال إن مجموعة القوات «فوستوك» تصدت لهجوم وحدات من اللواء البحري 35 للقوات المسلحة الأوكرانية في اتجاه بلدة ستارومايورسكي في دونيتسك. بالإضافة إلى ذلك، أحبط العسكريون الروس محاولة أوكرانية لتنفيذ عملية استطلاع واسعة في منطقة أوجلدار.

وعلى محور زاباروجيا قالت موسكو إن القوات الروسية أفشلت هجومين بالقرب من قرية رابوتينو. وفي مناطق مارفوبول ورابوتينو ولوغوفسكي «تمكنت الضربات الجوية ونيران المدفعية من إصابة القوة البشرية للعدو، وقرب مالايا توكماتشكا دمرت مستودع ذخيرة للواء الآلي 33 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية».

وعلى محور كوبيانسك قالت موسكو إن قواتها واجهت ثلاث هجمات شنها جنود أوكرانيون وألحقت خسائر كبيرة بالمهاجمين.

كما امتدت المعارك خلال اليوم الأخير إلى خيرسون، حيث قالت موسكو إن «المجموعات الهجومية الروسية نفذت عمليات استطلاع وتفتيش على الجزر الواقعة في منطقة جسر أنتونوفسكي، ووجهت نيراناً لمصادر الهجمات الأوكرانية، مما أدى إلى إلحاق أضرار بجنود القوات المسلحة الأوكرانية» .

الجنرال سيرغي سوروفيكين لم يظهر على الملأ منذ تمرد مجموعة «فاغنر» الشهر الماضي (أ.ب)

الجنرال سيرغي سوروفيكين

إلى ذلك، ذكرت وكالة «رويترز» أن نائباً عن الحزب الحاكم في روسيا قال، اليوم الأربعاء، إن الجنرال سيرغي سوروفيكين نائب قائد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، والذي لم يظهر على الملأ منذ تمرد مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة الشهر الماضي، «في راحة». وسُمع أندري كارتابولوف رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب الروسي (مجلس الدوما) يقول في مقطع مصور نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي إن «سوروفيكين في راحة حالياً. (إنه) غير متاح الآن». وكانت آخر مرة ظهر فيها سوروفيكين على الملأ في مقطع مصور يناشد فيه وقف تمرد مجموعة «فاغنر» برئاسة يفغيني بريغوجين يومي 23 و24 يونيو (حزيران). ويُعرف سوروفيكين في الصحافة الروسية باسم «الجنرال هرماغدون» بسبب خططه العنيفة في الحرب السورية. ويُعتقد أن لسوروفيكين علاقات جيدة مع «فاغنر» وبريغوجين الذي أشاد بالجنرال بينما كان ينتقد بانتظام القيادة العسكرية الروسية لا سيما وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، إزاء تعاملهما مع الحرب في أوكرانيا، بحسب ما أضافت «رويترز».

‫0 تعليق

اترك تعليقاً