مصرع شخص على الأقل وإنقاذ العشرات بعد غرق قارب مهاجرين في المانش

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

اعتراضات جمهورية على مساعدة أميركية جديدة بقيمة 22 مليار دولار

وسط تزايد القلق من بطء وتيرة الهجوم الأوكراني المضاد وآفاقه، تحدثت تقارير أميركية عدة عن أن المعطيات الميدانية، تشير كلها إلى أن الحرب قد تطول، في ظل الحديث عن تأخير تأهيل وتدريب طيارين أوكرانيين على طائرات «إف – 16»، التي تراهن كييف على تمكينها من تحقيق تفوق جوي يدعم هجومها لاستعادة أراضيها المحتلة.

انفجار يوليو الماضي في منطقة كيروفسكي في القرم (أ.ف.ب)

في المقابل، يتحدث بعض المسؤولين الأميركيين، عن أن المساعدات الأميركية والغربية عموماً، لم يعد هدفها تحقيق نتائج ميدانية مباشرة، بقدر ما هو تحويل أوكرانيا إلى قوة إقليمية. وهو ما قد يفسر جزئياً، بطء الهجوم الأوكراني، حيث تسعى كييف إلى تقليل الخسائر البشرية إلى أقصى حد، والتركيز على بناء جيش حديث مندمج كلياً بآلة الحرب الغربية وتقنياتها.

مقطع من فيديو نُشر (الجمعة) يُظهر مسيّرة أوكرانية تتجه نحو السفينة الروسية (أ.ب)

نجاحات ضئيلة للهجوم المضاد

ومع وجود مؤشرات قليلة على إحرازها تقدماً في الأسابيع الأخيرة واستمرار صمود خطوط الدفاع الروسية بقوة، اكتسبت هذه المخاوف زخماً الأسبوع الماضي، بعد أن أطلقت أوكرانيا حملة ثانية في منطقة زابوريجيا الجنوبية، حيث لا تزال النجاحات تبدو ضئيلة في الغالب في أعين حلفاء أوكرانيا الغربيين. وقال مسؤولون أميركيون لشبكة «سي إن إن»: إن إحراز تقدم كبير «غير مرجح للغاية»، خاصة مع اقتراب فصلي الخريف والشتاء. وقال مسؤول أميركي آخر لشبكة «إن بي سي نيوز»: «هناك إحباط لأنهم لم يستخدموا المزيد من القوة القتالية التي لديهم».

وبرزت أصوات عدد من المشرّعين الذين يشككون في جدوى الاستمرار بتقديم المساعدات الأميركية بالوتيرة نفسها، حيث قارن السيناتور الجمهوري تومي توبرفيل، أوكرانيا بـ«فريق مبتدئ يلعب مع فريق جامعي» في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» هذا الأسبوع، مضيفاً: «يمكنهم أن يربحوا». وعلى الرغم من التقييمات الواقعية التي يجريها المسؤولون الأميركيون، تؤكد إدارة الرئيس بايدن أن أوكرانيا ستستعيد الأراضي التي تحتلها روسيا وستنتصر في نهاية المطاف.

مساعدات جديدة رغم الاعتراضات

وطلبت إدارة بايدن، الخميس، من الكونغرس إقرار مساعدة إضافية لأوكرانيا بقيمة 13 مليار دولار، كما طلبت إقرار مساعدة مالية إضافية بقيمة 8.5 مليار دولار للدعم الاقتصادي والإنساني والأمني لأوكرانيا ودول أخرى متضررة من النزاع، بحسب رسالة وجهت إلى رئيس مجلس النواب، كيفن مكارثي.

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

من جهته، أشاد زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، في بيان «بالدعم القوي من الحزبين في مجلس الشيوخ لدعم شركائنا في أوكرانيا». وأضاف أن هذا الطلب من إدارة بايدن «يرسل إشارة واضحة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والحكومة الصينية وآخرين عن عزم الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الديمقراطية في أنحاء العالم». من ناحيتها، قالت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين: إن جزءاً من هذه الأموال سيتيح دعم برامج المساعدة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وأضافت، في بيان: «تستمر الحرب الروسية في إحداث آثار مدمرة على دول أخرى؛ ما يؤدي إلى إعاقة النمو وتفاقم انعدام الأمن الغذائي وزيادة الفقر». وقالت: إنه «لمعالجة هذه الآثار الواسعة الانتشار، ندعو إلى تقديم دعم حيوي للبلدان النامية من خلال بنوك التنمية المتعددة الأطراف».

جنديان أوكرانيان في عربة «فلاكبانزر غيبارد» ألمانية مجهزة بمدفعين مضادين للطائرات يحرسان أجواء كييف من المسيّرات الروسية (أ.ف.ب)

وردّ السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنطونوف، الجمعة، بأن طلب الولايات المتحدة تخصيص مساعدات مالية إضافية لأوكرانيا لن يغير الوضع على الأرض ولن يؤدي إلى هزيمة روسيا. وأوضح السفير الروسي: «ألاحظ أن واشنطن تطيل أمد الصراع… يمكن ملاحظة نوع من الرغبة المجنونة لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا. كل هذه الطموحات محكوم عليها بالفشل». وأضاف أنطونوف، وفقاً لما نشرته السفارة الروسية في واشنطن: «الإدارة الأميركية تنتهز أي فرصة لإظهار رغبتها في مساعدة كييف حتى آخر أوكراني».

ومنذ بداية الحرب، قدمت الولايات المتحدة، وفقاً لأرقامها الخاصة، أو تعهدت بأكثر من 43 مليار دولار من المساعدات العسكرية لكييف. وأقرّ الكونجرس الأميركي في نهاية العام الماضي ميزانية توفر نحو 45 مليار دولار لأوكرانيا حتى نهاية سبتمبر (أيلول)، عندما تنتهي سنة الميزانية الاتحادية. وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر، الخميس: إن المرحلة الحالية من الحرب هي «معركة صعبة». لكنه أشاد بالجيش الأوكراني لانتصاراته السابقة وقدرته على التغلب على الصعاب الكبيرة. وقال رايدر للصحافيين: «عرفنا منذ البداية أنه بغض النظر عن موعد بدء أي هجوم مضاد، ستكون معركة صعبة». «للمضي قدماً، سنواصل التشاور معهم، وسنواصل توفير التدريب لهم حتى يتمكنوا من استعادة الأراضي السيادية». كما قللت إدارة بايدن من أهمية استطلاع لشبكة «سي إن إن» الأسبوع الماضي، وجد أن معظم الأميركيين لا يريدون أن يأذن الكونغرس بتقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا.

وقبيل الهجوم، الذي بدأ في أوائل يونيو (حزيران)، قدّم أعضاء «الناتو» لأوكرانيا مئات الدبابات الحديثة والناقلات المدرعة وعربات المشاة القتالية. وقالت الولايات المتحدة: إن كييف لديها كل ما تحتاج إليه للهجوم. كما قام بعض الحلفاء بتسليم طائرات نفاثة من الحقبة السوفياتية وصواريخ بعيدة المدى لتكملة احتياجات أوكرانيا.

تدريب الطيارين سيستمر للصيف المقبل

غير أن بعض المسؤولين الأوكرانيين، يشيرون إلى أن الولايات المتحدة أعاقت تسليم أنظمة الأسلحة الرئيسية مثل نظام الصواريخ التكتيكية «إيه تي إيه سي أم أس» بعيدة المدى، وطائرات «إف – 16». وقالوا أيضاً: إن أوكرانيا ليس لديها ما يكفي من قذائف المدفعية لأن الإنتاج الدفاعي في الدول الغربية لم يكن قادراً على مواكبة الحرب.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين حكوميين وعسكريين أوكرانيين، أنه من غير المتوقع أن تكمل المجموعة الأولى المكونة من ستة طيارين أوكرانيين التدريب على الطائرة المقاتلة، قبل الصيف المقبل، وذلك بعد سلسلة من التأخيرات من قِبل الشركاء الغربيين في تنفيذ برنامج تدريبي على الطائرة المتطورة. ويعكس تضارب الجدول الزمني، الانفصال بين الحلفاء وأوكرانيا، التي تعتقد أن تلك الطائرة، أداة رئيسية في الدفاع على المدى الطويل، وطلبت بشدة أن تصل الطائرات إلى ساحة المعركة في أقرب وقت ممكن، عادّين إياها حاسمة بالنسبة للمعركة الحالية ضد القوات الروسية. ومع تأجيل بدء التدريب مرات عدة، ربما يتعين على أوكرانيا الآن أن تتحمل عاماً آخر من دون تلك الطائرة. ويسلط قلق المسؤولين الأوكرانيين الضوء على التوترات المستمرة بين كييف وحلفائها، حول أفضل طريقة لوضع أوكرانيا في موقع النجاح في مواجهة قوة روسية أكبر بكثير وأفضل تسليحاً. كما يسلط الضوء على الانقسامات بين أولئك الداعمين أنفسهم، حيث يضغط عدد صغير من الحلفاء الأوروبيين لمنح أوكرانيا أقصى قدر من القدرات للدفاع عنها وإدارة بايدن، أكبر مانح للمعدات العسكرية، التي تزن بحذر خطواتها التالية.

رئيسة وزراء الدنمارك تقف أمام «إف – 16» التي قرّرت إدارة بايدن تزويد أوكرانيا بها بعد تردد (أ.ف.ب)

دور «إف – 16» لا يتعلق بالهجوم المضاد

ورغم ذلك، وفي الوقت الذي تطالب فيه حكومة زيلينسكي بالمساعدة الفورية في تعزيز القوة الجوية الأوكرانية، فقد صاغ المسؤولون الأميركيون، رؤية مختلفة تماماً لدور طائرة «إف – 16». ويصفون الطائرة بأنها أداة ستلعب دوراً بارزاً في تحول كييف إلى قوة إقليمية مسلحة جيداً يمكنها ردع روسيا بشكل فعال، بدلاً من تغيير حسابات ساحة المعركة في العملية الحالية لأوكرانيا في شرق البلاد وجنوبها. وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر: «تتعلق طائرات (إف – 16) بالتزامنا طويل الأمد تجاه أوكرانيا، وهي قدرة لن تكون ذات صلة بالهجوم المضاد الحالي». واستشهد رايدر بالمساعدة الأمنية الأميركية المستمرة منذ الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022، والتي تتجاوز الآن 40 مليار دولار، بما في ذلك الصواريخ ومعدات إزالة الألغام والدفاعات الجوية. وقال: إن الولايات المتحدة ستدعم حلفاءها في محاولة بدء التدريب على طائرات «إف – 16» بسرعة قدر الإمكان. وقال رايدر: «نحن ندرك تماماً المعركة الصعبة التي تخوضها أوكرانيا وهي تدافع عن بلادها؛ ولهذا السبب نواصل بنشاط تقديم المساعدة الأمنية الحيوية للوضع في ساحة المعركة في متناول اليد».

وفي حين تساءل المسؤولون الأوكرانيون عن سبب عدم قيام الولايات المتحدة، مع مجموعة أكبر بكثير من المدربين، بإجراء التدريب في قاعدة لوك الجوية في أريزونا، حيث يتم تدريب أكثر من 400 طيار أميركي على قيادة طائرة «إف – 16» كل عام، في برنامج يستمر سبعة أشهر. يقول المسؤولون الأميركيون: إن أوكرانيا قدمت ثمانية طيارين فقط حتى الآن. وقال مسؤول أميركي، تحدث للصحيفة، شريطة عدم الكشف عن هويته: إن إدارة بايدن تلقت أخيراً قائمة بأسماء الطيارين. وقال المسؤول: «أوكرانيا لديها عدد قليل فقط من الطيارين المستعدين لبدء التدريب ونحو 20 آخرين قالوا لنا إنهم في حاجة إلى تدريب إضافي على اللغة الإنجليزية قبل أن يتمكن الطيارون من المضي قدماً». وأثارت هذه الأعداد الصغيرة أسئلة في واشنطن حول مدى استعداد كييف لإطلاق مثل هذا البرنامج الطموح في خضم معركة وجودية.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً