لا نرى تغيراً بوضع القوات النووية الروسية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

محادثات تركية – أميركية حول اتفاق الحبوب الأوكرانية

بينما أعلن السفير الروسي لدى تركيا، ألكسي يرهوف، أن بلاده تبحث مع شركائها بدائل لاتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود بهدف توصيل المواد الغذائية إلى البلدان المحتاجة، كشفت مصادر عن مباحثات تركية – أميركية تجرى في أنقرة حول بدائل للاتفاقية.

وقال يرهوف، في تصريحات الأربعاء أجرى خلالها تقييماً لاتفاقية الحبوب وأسباب انسحاب روسيا منها والبدائل المطروحة لها: إن « اتفاقية ممر الحبوب بالبحر الأسود ليست حلاً سحرياً لتلبية الاحتياجات الغذائية لأفريقيا والدول الأخرى، بل توجد هناك بدائل ويتم بحثها بنشاط من خلال الاتصالات مع شركائنا».

وأضاف أن روسيا «هي من تسهم بقسط هائل في ضمان الأمن الغذائي العالمي، ويمكن بعد تنفيذ مطالبها بشأن اتفاقية البحر الأسود الحديث عن استئناف اتفاقية الحبوب الموقّعة في إسطنبول في 22 يوليو (تموز) 2022».

شروط وبدائل

وأكد يرهوف استعداد بلاده لبحث البدائل الأخرى، قائلاً: إن اتفاقية الحبوب لا تتوخى فقط تصدير الحبوب الأوكرانية، ولكن أيضاً تتضمن وصول المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية دون عوائق إلى الأسواق العالمية، و«قد ذكرنا مراراً وتكراراً أنها صفقة شاملة».

وقال يرهوف: «نحن نتحدث هنا عن إعادة دمج البنك الزراعي الروسي في نظام (سويفت) العالمي لتحويل الأموال واستئناف توريد الآلات الزراعية وقطع الغيار، وتوفير لوجيستيات النقل والتأمين، وإعادة السماح للشركات الروسية بالوصول إلى أصولها في الخارج».

وأضاف: «ليست هناك حاجة إلى الحديث عن تشغيل خط أنابيب تولياتي – أوديسا للأمونيا بعد الآن، حيث فجّر الأوكرانيون هذا الخط بطريقة مشابهة لخط أنابيب الغاز (نورد ستريم)، ولم يصدر أي رد فعل أو إدانة عن المجتمع الدولي لهذه الأعمال الإرهابية».

مخزن للحبوب تعرّض لقصف روسي في ميناء أوكراني على الدانوب الأربعاء (الجهاز الإعلامي في الشرطة الأوكرانية – رويترز)

وتابع، أنه قبل تعطيل خط أنابيب الأمونيا، كان الأوكرانيون يرسلون نحو مليونَي طن من المواد الخام سنوياً، وهو ما يكفي لإنتاج الغذاء لـ45 مليون شخص، من خلال هذا الخط لإنتاج الأسمدة، مشيراً إلى أن «الممر البحري الإنساني في البحر الأسود تم استخدامه من قِبل نظام كييف لشن هجمات إرهابية ضد سيفاستوبول وجسر القرم والسفن الروسية… ونفد صبرنا».

ولفت يرهوف إلى أنه عند توقيع اتفاقية الحبوب، «ادعى الغرب أن الحبوب ستذهب إلى البلدان الأكثر احتياجاً، لكن من الناحية العملية، تبيّن أن ممر الحبوب يخدم مصالح الشركات الأميركية والأوروبية الكبيرة، وذهب 3 في المائة فقط من الحبوب إلى البلدان الأقل نمواً».

وقال: «من ناحية أخرى، لا ينبغي المبالغة في أهمية صادرات الحبوب الأوكرانية. خلال العام، كانت مبادرة البحر الأسود سارية المفعول، حيث تم تصدير ما يقرب من 33 مليون طن من الحبوب من موانئ أوديسا، تشيرنومورسك ويوجني، بلغت حصة القمح فيها 8.8 مليون طن فقط. ومع ذلك، بلغ إجمالي حجم صادرات الحبوب في العالم 422.4 مليون طن، منها 205.6 مليون طن قمح».

وأضاف، أنه في حين أن حصة أوكرانيا في سوق القمح العالمي لا تتجاوز 5 في المائة، فإن حصة روسيا تبلغ 20 في المائة.

وأكد يرهوف، أن «روسيا أكدت استعدادها للعودة إلى مبادرة الحبوب إذا تم الوفاء بمطالبها القانونية الخاصة بالوصول دون عوائق للمنتجات الزراعية والأسمدة الروسية إلى السوق العالمية، ونحن مستعدون دائماً لإقامة حوار مع شركائنا الأتراك، بما في ذلك بشأن هذه اتفاقية الحبوب».

مباحثات تركية – أميركية

في السياق ذاته، كشفت وكالة «نوفوستي» الروسية عن إجراء مفاوضات تركية – أميركية حول بدائل لاتفاقية الحبوب على مستوى مقترحات ومناقشات، كما أن تركيا تواصل اتصالاتها مع الأمم المتحدة والغرب لاستئناف العمل بالاتفاقية.

ونقلت الوكالة عمن قالت إنه مصدر مشارك في المباحثات المنعقدة في أنقرة، أنه كانت هناك اقتراحات من جانب الغرب، ولا سيما الولايات المتحدة، لكن كل ذلك على مستوى المناقشات، ولا توجد هناك أي قرارات ملموسة أو خطة محددة بعد. وأضاف المصدر: «يجرى العمل مع كل الأطراف، ونحن على اتصال دائم مع الجانب الروسي».

وسبق أن تحدثت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن مفاوضات تجريها الولايات المتحدة مع تركيا وأوكرانيا وبلدان شرق أوروبا بشأن إنشاء مسارات بديلة لتصدير الحبوب الأوكرانية بعد تعليق اتفاقية الحبوب في 17 يوليو الماضي بسبب وقف روسيا مشاركتها فيها.

تحصينات في كييف اليوم الأربعاء (إ.ب.أ)

محاولات إحياء اتفاقية الحبوب

في الوقت ذاته، كشف مصدر تركي مطلع على المفاوضات حول اتفاقية الحبوب، عن أن أنقرة تلقت ضمانات «شفهية» من الغرب بشأن تصدير منتجات روسية، لكن هذه الضمانات غير كافية لاستئناف العمل بالاتفاقية.

وقال المصدر للوكالة الروسية: إن الأمم المتحدة تواصل أيضاً المفاوضات مع الغرب بشأن تصدير المنتجات الروسية في إطار اتفاقية الحبوب، و«يجري عمل مكثف تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومن الممكن في المستقبل القريب أن يتم تقديم مقترحات جديدة إلى الجانب الروسي، لكن على أي حال فإن عملية التفاوض مستمرة ولا تتوقف».

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رهن، الأسبوع الماضي، استئناف العمل باتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود بتنفيذ الغرب تعهداته. وأكد أن بلاده تواصل جهودها في هذا الصدد.

وقال إردوغان إنه بحث الأمر خلال «محادثات هاتفية مهمة» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤخراً، و«نعمل على تطبيق الجزء المتعلق بروسيا في الاتفاقية».

وأعلنت روسيا في 17 يوليو الماضي توقف العمل باتفاقية الحبوب، التي وقعتها مع أوكرانيا بوساطة تركيا ورعاية الأمم المتحدة في إسطنبول في 22 يوليو 2022 وسمحت بخروج 33 مليون طن حبوب من أوكرانيا إلى الأسواق العالمية.

وقال بوتين: إن الغرب لم يفِ بالتزاماته بموجب الاتفاقية، على الرغم من جهود الأمم المتحدة، واستغل الاتفاقية لاستيراد القسم الأكبر من الحبوب لسد احتياجاته، في حين أن هدفها الأصلي هو إمداد الدول الفقيرة والمحتاجة بالحبوب.

وقال إردوغان إنه لا يزال يأمل أن يزور بوتين تركيا في أغسطس (آب) الحالي، لافتاً إلى أنه يوافق بوتين الرأي حول ضرورة إرسال صادرات حبوب إلى أقل دول أفريقيا نمواً، مضيفاً: «سنحول حبوب البحر الأسود دقيقاً، وننقلها إلى دول أفريقيا الفقيرة والأقل نمواً».

في الوقت ذاته، غادرت سفينة بضائع أوكرانية ميناء أوديسا، للمرة الأولى منذ 16 يوليو الماضي، عبر ممر مؤقت فتحته كييف في البحر الأسود.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً