جواد صيود… تمساح بشري لا يشبع من «الذهب»

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


الممر الشرفي… هل يفعلها الزمالك مع «الخصم اللدود» الأهلي؟

ما إن أعلن رسميا عن فوز الأهلي بلقب بطولة الدوري المصري هذا الموسم، وذلك بعد خسارة أقرب ملاحقيه بيراميدز أمام سيراميكا كليوباترا، حتى ثار الجدل وتناثرت التساؤلات حول ما إذا كان لاعبو الزمالك، المنافس التاريخي للأهلي، سيبادرون إلى القيام بـ«ممر شرفي» احتفاء بلاعبي القلعة الحمراء أبطال الدوري في مباراة القمة التي ستجمعهما ضمن الجولة الأخيرة من البطولة.

وتقوم فكرة «الممر الشرفي» على أن يصطف لاعبو الفريق المقابل في جهتين على مدخل الملعب، ليمر من بينهم لاعبو الفريق الذي حقق اللقب لتحيته بصفته فريقا بطلا، وفي بعض الحالات يتم تقديم ورود للاعبي الفريق البطل كعرف سائد في بعض دوريات العالم.

وكان أول ممر شرفي في تاريخ كرة القدم إنجليزيا، فبحسب صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، عام 1955، قام لاعبو مانشستر يونايتد بإقامة ممر شرفي للاعبي تشيلسي، وذلك بعد الجولة التي فاز بها البلوز باللقب، وجاء ذلك بطلب من المدرب الشهير لليونايتد السير مات باسبي، قبل أن يتكرر الأمر بعد 50 عاماً وتحديداً عام 2005 حينما فاز تشيلسي باللقب للمرة الثانية في تاريخه.

ولا توجد حساسيات كبيرة في قصة الممر الشرفي في إنجلترا، فقد وقف لاعبو فريق مانشستر سيتي في ممر شرفي لفريق ليفربول الذي حقق لقب الدوري الإنجليزي عام 2020. وهو الأمر الذي علق عليه بيب غوارديولا مدرب السيتي: «سنفعل ذلك لأنهم يستحقون حقاً».

وفي الموسم المنصرم وعقب حسم مانشستر سيتي للقب الدوري قبل نهاية الموسم، قام لاعبو تشيلسي بعمل ممر شرفي لمنافسيهم في السيتي، أبطال الدوري الإنجليزي هذا الموسم، قبل انطلاق المباراة التي جمعت بينهما على ملعب الاتحاد وانتهت بفوز السيتي بهدف نظيف.

أما في إسبانيا فيبدو الأمر مختلفا؛ حيث يزداد الجدل مع كل مرة يكون فيها فريق كبير مطالبا بعمل ممر شرفي لأحد منافسيه، وفي السنوات الماضية لم تقم معظم الممرات الشرفية التي كان مفترضا لها أن تقام.

ويعود تاريخ أول ممر شرفي في إسبانيا لعام 1970، عندما توج أتلتيكو مدريد باللقب واصطف لاعبو أثليتيك بلباو لتحيته.

أما بين الغريمين الكبيرين ريال مدريد وبرشلونة، فقد وقف لاعبو البارسا في ممر شرفي للاعبي الريال في موسم 1988 عندما حسم الريال اللقب قبل الكلاسيكو، ليعود لاعبو مدريد ويردوا الجميل للبرشلونيين في عام 1991 ويقفوا تحية لهم في ملعب «سنتياغو برنابيو».

وكان آخر ممر شرفي حدث في تاريخ الفريقين حين عاد لاعبو البرسا للوقوف في أثناء دخول لاعبي الغريم التقليدي أرض الملعب عام 2008 في كلاسيكو جمعهما على ملعب «سنتياغو برنابيو» القلعة التاريخية للفريق الأبيض، وحينها تعمد ثلاثي فريق برشلونة الإسباني، ديكو وماركيز وهنري الحصول على بطاقات صفراء في مواجهة فريقهم السابقة أمام فالنسيا، وذلك لتجنب اللعب في تلك المباراة رغبة في عدم المشاركة في الممر الشرفي الذي سيقيمه برشلونة.

وكانت تصريحات قائد برشلونة وقتها، كارلوس بويول، صادمة؛ حيث قال: «بصفتي مُشجعا لبرشلونة لا أحب ذلك، ولكن بصفتي شخصا يتحلى بالروح الرياضية، يجب أن نعترف بالبطل وهذا تحديداً ما سنفعله، لقد فازوا بهذا اللقب في الملعب».

على الجانب الآخر، قال لاعب الريال السابق، خوسيه ماريا جوتي، أحد أفراد الفريق الذي تلقى تحية برشلونة: «أتذكر الممر الشرفي الآن بصفته لافتة طيبة لا أكثر، لم نكن مهتمين للغاية بشأن إقامته من عدمها».

الموقف بين الريال وأتليتكو يبدو متوترا بشأن الممر الشرفي، ففي عام 2014 حسم أتليتكو مدريد لقب الدوري «لا ليغا» قبل نهائي دوري أبطال أوروبا الذي جمعه بريال مدريد، ليرفض الريال وقتها الوقوف في ممر شرفي للاعبي الأتليتي بحجة أن هذه بطولة مختلفة، ليرد أتيليتكو بعدها بـ8 سنوات ويرفض لاعبوه الوقوف تحية للاعبي الريال في مباراة الدوري موسم 2021-2022؛ حيث حسم الريال اللقب قبل اللقاء، إلا أن إدارة أتليتكو مدريد أصدرت بيانا مطولا شرحت خلاله أسباب رفضه تقديم تلك اللافتة التكريمية للغريم التقليدي.

وكان أبرز ما قيل في البيان: «البعض يريد تحويل فكرة وُلدت للاعتراف بأحقية البطل، إلى ثمن يُسدد علناً بواسطة المنافسين ممزوجاً برائحة الإذلال. وتحت أي ظرف، أتليتكو مدريد لن يتعاون في تنفيذ هذه السخافة التي يُتناسى فيها بالكامل القيم الحقيقية للرياضة، وتُشجّع على التوتر والتشاحن بين الجماهير».

جدل مشابه حدث بين ريال مدريد وبرشلونة في موسم 2017-2018 عندما توج الميرنجي بلقب كأس العالم للأندية، وبعد أيام من العودة من اليابان، رفض برشلونة القيام بممر شرفي للاعبي الريال، ووقتها برر «جييرمو آمور» مدير العلاقات المؤسسية لـبرشلونة أن ناديه «لا يقدّم ممرات شرفية لفرق متوجة ببطولات هو غير مشارك فيها، مثلما هو الحال مع مونديال الأندية».

الرد كان جاهزاً بالطبع من جماهير الفريق الملكي التي ذكّرت برشلونة بتقديمه ممراً شرفياً للاعبي فريق إشبيلية بعد تتويجه بالدوري الأوروبي (كأس الاتحاد الأوروبي وقتها) عام 2006 رغم عدم مشاركته في البطولة.

رد الريال لم يتأخر على البرسا عندما رفض مدربه الفرنسي وقتها زين الدين زيدان إقامة ممر شرفي للبرسا بعد فوز الأخير ببطولة الدوري عام 2018.

وقال زيدان: بعد كأس العالم للأندية لم نتلق ممراً شرفياً، قالوا إنهم غير مشاركين في البطولة، أتفهم أنهم لم يروه وقتها أمراً مهماً، لكنهم كانوا مشاركين في دوري الأبطال. في النهاية نحن ومع كامل الاحترام، لن نقوم بعمل الممر الشرفي لأنهم لم يفعلوه. نحترم فوزهم بالدوري الإسباني، لكنني اتخذت القرار بالفعل.

* هذا عن أوروبا، فماذا عن بلادنا العربية؟

في سوريا مثلا وفي مايو (أيار) من عام 2022، قام لاعبو فريق الفتوة بتكريم فريق تشرين الفائز بلقب الدوري السوري قبل جولتين من نهايته بإقامة ممر شرفي للاعبيه، فيما لم يقدم لاعبو فريق الجيش على هذه الخطوة في المرحلة السابقة عندما تواجه الفريقان في دمشق. وفي الموسم السابق، 2020-2021، أقام فريق شباب تشرين ممراً شرفياً لشباب أهلي حلب الفائز باللقب في المباراة التي جرت بينهما في اللاذقية؛ حيث اصطف لاعبو شباب تشرين في صفين متقابلين لتحية شباب الأهلي وسط تصفيق الجمهور.

في السعودية، لا يحضر الممر الشرفي بصورة كبيرة، بل تكاد تكون حالات استثنائية لذلك، فمع نهاية موسم 2019-2020 مثلا، أقام لاعبو فريق الشباب ممرا شرفيا للاعبي الهلال بعدما حسموا لقب بطولة الدوري السعودي.

رئيس نادي الشباب وقتها خالد البلطان، قال: إقامة الممر الشرفي تكرس الروح الرياضية والاحترام بين الأندية والفريق البطل دون النظر لاسمه. مضيفاً: «مثلما عملناه لنادي الهلال، نتمنى أن نشاهده مستقبلاً لنادي الشباب، ولن نسمح للمتعصبين بخطف رياضتنا، 20 ثانية قبل بداية المباراة لن تنقص من أحد وهي تحية بطل لبطل، وكفانا تعصباً».

وخلال الموسم نفسه، أقام فريق الجبلين ممراً شرفياً لصالح فريق الهلال في أول مباراة يخوضها الفريق الأزرق عقب تحقيقه لقب دوري أبطال آسيا، وذلك في المواجهة التي جمعت بين الفريقين في دور الـ32 من بطولة كأس الملك التي كسبها الهلال بنتيجة 4 – 2.

وعبر تاريخ منافسات كرة القدم السعودية، أقام نادي الوحدة ممراً شرفياً لصالح فريق الفتح بعد تحقيقه لقب الدوري موسم 2012، وكذلك التعاون الذي أقام ممراً شرفياً للاعبي فريق النصر في نهاية موسم 2014، وكذلك فريق الرائد الذي أقام ممراً شرفياً لصالح فريق الأهلي بعد تحقيقه لقب دوري 2016.

وفي مصر يبدو الأمر مشابها لما يحدث في إسبانيا؛ حيث الحساسيات تسيطر على الموضوع خاصة ما بين قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك.

في يوليو (تموز) من عام 2022، التقى القطبان في المباراة النهائية لبطولة كأس مصر، وفاز الزمالك باللقاء بهدفين لواحد ليحصد اللقب، وبعد المباراة أقام لاعبو الزمالك ممرا شرفيا تحية للاعبي الأهلي قبل توجههم لتسلم ميداليات المركز الثاني، ومر عدد من لاعبي الأهلي بالممر وسط تحية منافسيهم، إلا أن مدير الكرة بالنادي الأهلي سيد عبد الحفيظ تعمد عدم المرور بالممر الشرفي وسار بعيدا عنه، وعندما سئل عن الموضوع بعد اللقاء، قال: «إقامة ممر شرفي ليست مألوفة في الكرة المصرية، ولا يُقام ولا يُلغى بمزاجك، أنا لستُ تحت أمرك، لقد حسمنا بطولات عديدة، ولم نجد ممراً شرفياً من قبل» حسب تعبيره.

أما على الجانب الرسمي، فقال مصدر مسؤول في رابطة الأندية المصرية المحترفة في تصريحات صحافية بخصوص إقامة فريق الزمالك لممر شرفي: «الزمالك سيد قراره في إقامة ممر شرفي من عدمه، فهو غير ملزم بذلك».

‫0 تعليق

اترك تعليقاً