باريس ترجح وجود أطفال فرنسيين بين المحتجزين في غزة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

هل مساعدات أميركا العسكرية لإسرائيل ستكون على حساب دعمها لأوكرانيا؟

أثار تصاعد التوتر بين «حماس» وإسرائيل، بالإضافة إلى الغموض السياسي المحلي في واشنطن، مخاوف بشأن مستقبل المساعدات العسكرية الأميركية لكييف، إذ أعرب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عن خشيته من احتمالية أن يقلل الغرب من اهتمامه بالصراع في أوكرانيا وسط الهجوم الأخير الذي شنته حركة «حماس» الفلسطينية على إسرائيل. وقال زيلينسكي، في مقابلة مع قناة «فرنس 2» الفرنسية: «قد يصبح المجتمع الدولي أقل اهتماماً بأوكرانيا»، وفق ما أوردته وكالة تاس الروسية للأنباء. وأضاف زيلينسكي أنه «يأمل في أن يتواصل الدعم الأميركي». كما زعم الرئيس الأوكراني أنه «إذا توقفت المساعدات لكييف، فإن الوقت سيكون في صالح روسيا».

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يتحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في بروكسل (رويترز)

وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بتعزيز الدعم العسكري لإسرائيل في أعقاب هجوم غير مسبوق شنته حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وأدى إلى مقتل أكثر من ألف إسرائيلي، وإلى تنفيذ إسرائيل لضربات انتقامية مكثفة على قطاع غزة. وأثار وعده تساؤلات حول ما إذا كان بوسع واشنطن زيادة المساعدات الدفاعية لإسرائيل دون المخاطرة بالمساعدات لأوكرانيا خاصة في ظل إطاحة نواب جمهوريين برئيس مجلس النواب كيفن مكارثي والفشل حتى الآن في تسمية بديل. يصر مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، كما جاء في تحليل وكالة «رويترز»، على أن واشنطن يمكنها بالتأكيد القيام بالأمرين معاً، لكنهم يقرون بأن الأمر سينطوي على تحديات.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأربعاء عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 200 مليون دولار، لترتفع بذلك قيمة المساعدات التي قدمتها واشنطن لكييف إلى 43.9 مليار دولار.

وقال أوستن في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل إن الحزمة تتضمن ذخيرة من أجل الدفاع الجوي والمدفعية وذخيرة صواريخ وأسلحة مضادة للدبابات، ومعدات لمواجهة طائرات الدرون الروسية.

وأضاف أوستن «بلا شك، سوف تقف الولايات المتحدة مع أوكرانيا مهما طال الوقت».

ما تأثير غياب من يشغل منصب رئيس مجلس النواب؟

يتحكم الكونغرس الأميركي في الإنفاق، لذا يتعين على بايدن إقناع مجلسي الشيوخ والنواب بتمرير تشريع يسمح بتمويل إضافي. تصاغ مشاريع قوانين الإنفاق هذه عادة في مجلس النواب، حيث يتحكم رئيس مجلس النواب، وهو الزعيم المنتخب لحزب الأغلبية، في التشريعات التي يتم طرحها للتصويت. وللجمهوريين أغلبية ضئيلة في مجلس النواب بواقع 221 مقعداً مقابل 212 وهو ما جعل من الممكن لحفنة قليلة من أعضائهم الإطاحة بمكارثي الأسبوع الماضي، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في تاريخ الولايات المتحدة.

ولأن الإطاحة بمكارثي غير مسبوقة، فليس من الواضح ما إذا كان بوسع النائب باتريك مكهنري الذي يشغل مؤقتاً منصب رئيس مجلس النواب أن يدعو قانونا للتصويت على أي تشريع يتعلق بالمساعدات.

ويزيد الأمر تعقيداً أن كثيراً من المنتمين سياسياً لأقصى اليمين الذين أطاحوا بمكارثي يعارضون أصلاً تقديم المساعدات لأوكرانيا من بينهم النائب جيم جوردان، وهو من بين المرشحين الأوفر حظاً في سباق منصب رئيس مجلس النواب.

ورفض جمهوريون في مجلس النواب إدراج المساعدات لأوكرانيا في مشروع قانون الإنفاق الطارئ الذي تم إقراره في اللحظة الأخيرة الشهر الماضي لتجنب إغلاق الحكومة. أما التأييد لإسرائيل فهو أقوى بكثير، حيث يرتبط جمهوريون بشكل وثيق برئيس الوزراء الإسرائيلي المحافظ بنيامين نتنياهو، وتدرس إدارة بايدن ربط طلب المساعدة لأوكرانيا بتقديم مزيد من الأموال لإسرائيل.

* ما مدى تداخل احتياجات إسرائيل وأوكرانيا؟

إسرائيل من المتلقين الرئيسيين للمساعدات العسكرية الأميركية على المدى الطويل، وتتمتع بتدفق مستمر من المساعدات الأميركية. وأبرم الجانبان في 2016 اتفاقاً مدته عشر سنوات بقيمة 38 مليار دولار يغطي منحاً سنوية لشراء معدات عسكرية ومخصصات للدفاع الصاروخي بقيمة خمسة مليارات دولار. وفي المرحلة الحالية من الصراع، فإن حاجة إسرائيل الرئيسية هي الأسلحة الخفيفة للمشاة وأنظمة الاعتراض في الدفاع الجوي لحماية بنيتها التحتية المدنية والمراكز العسكرية للقيادة والسيطرة. ومن غير المرجح أن تكون إسرائيل قد استنفدت ذخائر أسلحتها الخفيفة في هذه المرحلة المبكرة من الصراع.

وفيما يتعلق بالدفاع الصاروخي، تستخدم إسرائيل نظام القبة الحديدية الذي تم تطويره بدعم أميركي لتوفير الدفاعات الجوية. والقبة الحديدية ليست مصممة لإطلاق الصواريخ الاعتراضية نفسها التي يستخدمها نظام باتريوت الأميركي الصنع ووحدات الدفاع الصاروخي الأخرى المنتشرة في أوكرانيا.

وتتمثل الاحتياجات الرئيسية لأوكرانيا في الذخيرة وأنظمة الدفاع الصاروخي والمركبات الأرضية في الوقت الذي تقاتل فيه لاستعادة السيطرة على الأراضي من يد الروس الذين شنوا غزوا شاملا في فبراير (شباط) 2022. وأرسلت الولايات المتحدة مساعدات أمنية بقيمة 44 مليار دولار لأوكرانيا منذ بدء الغزو وطلبت من الكونغرس إقرار عدة دفعات من المساعدة تمت الموافقة على آخرها في ديسمبر (كانون الأول) 2022.

وستستفيد الدولتان، وغيرهما من الدول المتلقية لمساعدات الأسلحة مثل تايوان، إذا وافق الكونغرس على تمويل لتعزيز القدرة التصنيعية الدائمة لمقاولي الدفاع الأميركيين. من شأن هذا أيضا أن يهدئ المخاوف من أن شحنات الأسلحة الأميركية إلى الخارج تستنزف المخزونات الأميركية بما يشكل خطرا محتملا على الأمن القومي.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتوسط المشاركين في الاجتماع الأوروبي – الأوكراني في كييف الاثنين (أ.ب)

* ما الذي سيحدث الآن؟

قال بايدن الثلاثاء إن إدارته بدأت بالفعل في إرسال مساعدات عسكرية إضافية إلى إسرائيل بما في ذلك صواريخ اعتراضية لتجديد القبة الحديدية. وقال إنه عندما يعود الكونغرس ستطلب الإدارة من النواب اتخاذ «إجراءات عاجلة لمتطلبات الأمن القومي لشركائنا المهمين». وهناك طرق يمكن من خلالها تحويل مساعدات إضافية لأوكرانيا وإسرائيل إلى قانون.

إذ يمكن للكونغرس أن ينظر في مشروع قانون إنفاق مستقل يجمع بين الاثنين، على غرار طلب الإنفاق الذي قدمه بايدن في أغسطس (آب) وجمع بين أموال أوكرانيا والإغاثة في حالات الكوارث وأمن الحدود.

ويمكن أيضاً تضمين التمويل لكليهما في مشروع قانون إنفاق أكبر، والذي يجب على الكونغرس إقراره في وقت لاحق من هذا العام لإبقاء الحكومة الاتحادية مفتوحة عندما ينتهي إجراء الإنفاق المؤقت الشهر المقبل.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً