القاهرة تدين إحراق المصحف… و«الأزهر» يدعو لمقاطعة المنتجات السويدية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

القاهرة تدين إحراق المصحف… و«الأزهر» يدعو لمقاطعة المنتجات السويدية

أدانت مصر قيام أحد «المتطرفين» بإحراق نسخة من المصحف الشريف بالعاصمة السويدية (استوكهولم). وقالت القاهرة إن ذلك «فعل مُخزٍ يستفز مشاعر المسلمين حول العالم، ويتنافى مع قيم احترام الآخر ومقدساته، ويؤجج من مشاعر (الكراهية) بين الشعوب». وبينما دعت مشيخة الأزهر (الخميس) لـ«مقاطعة المنتجات السويدية». طالبت مؤسسات دينية بمصر بـ«إجراءات حاسمة» لوقف «استفزاز المسلمين».

وأعربت مصر عن بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث إحراق المصحف الشريف، وتصاعد ظاهرة «الإسلاموفوبيا» و«جرائم ازدراء الأديان أخيراً في بعض الدول الأوروبية»، مؤكدة في بيان لوزارة الخارجية المصرية (مساء الأربعاء)، «رفضها التام كافة الممارسات (البغيضة)، التي تمس الثوابت والمعتقدات الدينية للمسلمين».

مصلون بالجامع الأزهر خلال شهر رمضان الماضي… (مشيخة الأزهر)

وشددت مصر على «مسؤولية الدول في منع دعوات التحريض وجرائم (الكراهية)، ووقف تلك الممارسات التي من شأنها تقويض أمن واستقرار المجتمعات»، مؤكدة «ضرورة إعلاء القواسم المشتركة من التسامح، وقبول الآخر، والتعايش السلمي بين الشعوب».

ودعت مشيخة الأزهر الشعوب الإسلامية والعربية كافة إلى «تجديد مقاطعة المنتجات السويدية، نصرةً للمصحف الشريف، كتاب الله المقدس، وذلك بعد تكرار (الانتهاكات غير المقبولة) تجاه المصحف الشريف، و(الاستفزازات الدائمة) لجموع المسلمين حول العالم تحت لافتة حرية الرأي والتعبير (الزائفة)».

مصلون بالجامع الأزهر خلال شهر رمضان الماضي… (مشيخة الأزهر)

كما دعت مشيخة الأزهر حكومات الدول الإسلامية والعربية لاتخاذ «مواقف (جادة وموحدة) تجاه تلك (الانتهاكات) التي لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، والتي تحمل (إجراماً وتطرفاً) تجاه المقدسات الإسلامية». وشددت على أن «سماح السلطات السويدية لـ(الإرهابيين المتطرفين) بحرق المصحف وتمزيقه في عيد المسلمين، لهو دعوة صريحة للعداء والعنف و(إشعال الفتن)، وهو ما لا يليق بأي دولة متحضرة أو مسؤولة عن قراراتها».

ووفق بيان لمشيخة الأزهر (الخميس) فإن «الأزهر ليأسف من أن تصدر هذه القرارات الداعمة لـ(التطرف) من مؤسسات وهيئات لطالما تباهَت باحترام التعددية والمساواة، وصوّرت نفسها حامية للحريات وضامنة لثقافة الاختلاف، في حين يكشف الواقع عن أن هذه الصورة (المزيفة)، لا تعدو إلا أن تكون مجرد شعارات، وأن حقوق المسلمين في هذه الدول – بالنظر لغيرهم من مواطني الديانات الأخرى – لا تزال محل نظر». وطالب «الأزهر» دور الفتوى وهيئات الإفتاء في العالم بـ«إصدار فتوى حاسمة بوجوب مقاطعة المنتجات السويدية ومنع التعامل معها، أياً كان نوعها؛ إظهاراً لاعتزاز المسلمين بكتابهم ومقدساتهم، وهو أقل ما يجب على مشايخ الإفتاء في العالمَين العربي والإسلامي تجاه المصحف الشريف».

في حين أدان مجلس حكماء المسلمين برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب، إحراق «متطرفين» المصحف الشريف أمام المسجد الكبير بالعاصمة السويدية. وأكد «حكماء المسلمين»، في بيان (الخميس)، رفضه القاطع لمثل هذه «الأعمال التي تعبر عن (كراهية مقيتة وعنصرية مرفوضة)»، مشيراً إلى أن «تكرار هذه الجرائم النكراء بحق المقدسات الدينية الإسلامية يمثل (استفزازاً صارخاً) لمشاعر المسلمين حول العالم، ويروّج لخطابات (التطرف والتعصب والكراهية)». ودعا إلى ضرورة العمل على «اتخاذ (إجراءات حاسمة) لوقف هذه الممارسات المسيئة»، مؤكداً أن «هذه (الإساءات المتكررة) لا يمكن بأي حال من الأحوال تبريرها، أو التصريح لها تحت دعاوى حرية الرأي والتعبير».

في السياق ذاته، قال «مرصد الأزهر لمكافحة التطرف»، إن «حرق المصحف لا يمت بصلة لحرية التعبير، بل هو أحد أوجه (الكراهية والعنصرية)». وأدان المرصد موافقة السلطات السويدية على تنظيم تظاهرة لحرق القرآن الكريم خارج مسجد استوكهولم الكبير، وذلك بالتزامن مع احتفال ملايين المسلمين في شتى أنحاء العالم بعيد الأضحى، وأدائهم فريضة الحج.

وحذر مرصد الأزهر من تبعات ومآلات الإقدام على مثل هذه القرارات «المتطرفة» التي تؤجج مشاعر «الكراهية والعنصرية» في النفوس في وقت يشهد فيه العالم عديداً من الأحداث المتصاعدة التي تحتاج إلى التهدئة، لا إلى «إضرام مزيد من النيران لتأجيج أحداث جديدة». وأضاف أن «السماح بمثل هذه التظاهرات تحت مسمى حرية التعبير، ما هو إلا استفزاز لمشاعر ملياري مسلم»، داعياً المجتمع الدولي والمؤسسات الدينية لـ«إدانة هذه الأعمال (الإجرامية)».

في غضون ذلك، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات، سماح السلطات السويدية بإحراق نسخة من القرآن الكريم على يد «متطرفين». وأضاف أبو الغيط، في بيان (الخميس)، أن «مسؤولية الحكومات، ليست تشجيع (التطرف) أو التساهل مع مَن يروجون لأفكار (الكراهية والإسلاموفوبيا)، إنما مواجهة هذه التوجهات بحزم»، مؤكداً أن «ازدراء عقائد الآخرين ليس من حرية التعبير في شيء».

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، (الخميس)، إن أبو الغيط ندد كذلك بتساهل السلطات مع هذا «الفعل الشنيع»، رغم إدراك الجميع ما يُسببه من «تصاعد موجات (الكراهية) بين الشعوب وأتباع الديانات المختلفة، محملاً حكومة السويد المسؤولية عن نتائج وتبعات هذه الواقعة (النكراء)».

‫0 تعليق

اترك تعليقاً