السفينة «أوشن فايكينغ» تنقذ 438 مهاجراً في البحر المتوسط

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

الأمن الفيدرالي يحذّر الروس من التعاون مع الاستخبارات الأوكرانية

بالتزامن مع احتدام المعارك على الجبهات، وجهت موسكو ضربات مركّزة في عدد من المدن الأوكرانية، وأعلنت أنها تصدت لهجوم ضخم على شبه جزيرة القرم، استخدمت القوات الأوكرانية خلاله 42 مسيّرة. في غضون ذلك، شددت الأجهزة الأمنية الروسية لهجة تحذيراتها للمواطنين من مغبة القيام بأعمال تخريبية والوقوع «تحت تأثير الاستخبارات الأوكرانية» في إشارة إلى تصاعد القلق الروسي من اتساع نطاق الأعمال التخريبية داخل الأراضي الروسية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها واجهت هجوماً قوياً جديداً على مناطق في شبه جزيرة القرم، استخدم خلاله المهاجمون 42 طائرة من دون طيار قالت موسكو: إن القوات الأوكرانية «أطلقتها باتجاه شبه الجزيرة ليلة الجمعة». وأفاد بيان أصدرته الوزارة صباح الجمعة: «هذه الليلة تم إحباط محاولة كبيرة قام بها نظام كييف لشن هجمات إرهابية بطائرات من دون طيار على أراضي روسيا».

وأوضح البيان أن أنظمة الدفاع الجوي رصدت إطلاق 42 طائرة من دون طيار، ودمّرت 9 منها فوق أراضي القرم، بينما تم تعطيل 33 مسيّرة أخرى بوسائل الحرب الإلكترونية وتحطمت قبل الوصول إلى أهدافها. وأفاد حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجايف عبر «تلغرام»، بأنه تم تدمير عدد من الطائرات من دون طيار فوق مياه البحر الأسود في منطقة رأس خيرسونيس بسيفاستوبول. وأضاف أن خدمات الطوارئ لم تسجل وقوع أضرار في البنية التحتية المدنية جراء الهجوم.

وكانت شبه الجزيرة تعرضت لسلسلة هجمات مماثلة خلال الأسابيع الأخيرة، لكن هذا الهجوم يعد الأضخم بينها.

مدرعات روسية في شبه جزيرة القرم (أ.ب)

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن دفاعاتها الجوية أحبطت محاولة هجوم على مواقع داخل الأراضي الروسية استخدمت خلاله القوات الأوكرانية صاروخاً من طراز «إس – 200».

وأكدت وزارة الدفاع أنه تم اكتشاف الصاروخ واعتراضه بواسطة منظومات الدفاع الجوي في سماء مقاطعة كالوغا الروسية.

ويعد «إس – 200» نظاماً صاروخياً دفاعياً، لكن موسكو قالت: إن القوات الأوكرانية استخدمت نسخة معدلة منه لأغراض هجومية. وكانت الوزارة قد أعلنت الخميس عن إسقاط طائرتين من دون طيار أوكرانيتين فوق مقاطعة بريانسك الحدودية مع أوكرانيا وأخرى فوق مقاطعة كالوغا المجاورة.

في المقابل، شنّت القوات الروسية هجمات مركّزة على مواقع في زابوروجيا وأوديسا ونيكولاف. وأفادت معطيات نشرتها منصة «سترانا» الإلكترونية الأوكرانية، بأن انفجارات ضخمة هزت مدينة زابوروجيا في وقت مبكر من صباح الجمعة. كما وقعت انفجارات في مقاطعتي أوديسا ونيكولاييف بعد لحظات من الإعلان عن حالة التأهب الجوّي، وانطلاق صافرات الإنذار. وأبلغ حاكم مقاطعة أوديسا، أوليغ كيبر، أن انفجارات كبيرة وقعت في المدينة من دون إعطاء أي تفاصيل إضافية.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها البحرية وجّهت ضربة بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى تطلق من البحر لأحد مواقع البنية التحتية للموانئ الذي يستخدم لمصلحة القوات المسلحة الأوكرانية.

وأوضحت الدفاع الروسية في إيجازها اليومي الصادر الجمعة، أن الضربة التي نفذت الليلة الماضية، «حققت هدفها وأصابت الموقع المستهدف».

ورصد الإيجاز نتائج المواجهات خلال الساعات الـ24 الماضية، وأضاف أن القوات الروسية نجحت في إسقاط طائرة هجومية أوكرانية من طراز «سوخوي – 25» قرب قرية زولوتايا بالكا في خيرسون، وكبّدت القوات الأوكرانية على هذا المحور نحو 50 جندياً. وتم وفقاً للبيان العسكري صد 3 هجمات على محور دونيتسك، حيث بلغت خسائر أوكرانيا 260 جندياً. كما تصدت القوات الروسية لـ3 هجمات على محور كوبيانسك، وخمس محاولات لاختراق مناطق التماس في محيط زابوروجيا.

وفي سياق متصل أصدرت هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسية بياناً شديد اللهجة حذّرت فيه المواطنين من «التورط في أعمال تخريبية تحت تأثير الأجهزة الأوكرانية الخاصة». وجاء في البيان، أن نتائج التحقيقات في حرائق نشبت في منشآت تابعة للدولة بما في ذلك وزارتا الداخلية والدفاع والبنى التحتية لهيئة سكك الحديد الروسية، أشارت إلى تورط مباشر للأجهزة الأوكرانية الخاصة.

ووفقاً للبيان، فقد رصدت موسكو ارتفاعاً متواصلاً خلال الأشهر الأخيرة في عمليات الدعاية والتجنيد التي تقوم بها الاستخبارات الأوكرانية مستهدفة فئات واسعة من الروس. وبالإضافة إلى تورط كثيرين في أعمال تخريبية وتفجيرية مباشرة داخل الأراضي الروسية، فقد تم رصد نشاط مكثف موجه لجذب اهتمام فئات روسية نحو مجالات مختلفة للتخريب.

أوكرانيون يحتفلون بيوم الاستقلال في كييف… حيث تُعرض الدبابات الروسية التي تم عطبها خلال الهجوم على العاصمة (أ.ف.ب)

وأوضح البيان، أنه «منذ اندلاع الأعمال العسكرية في أوكرانيا رصدت الأجهزة الروسية ارتفاعاً حاداً في عدد الإعلانات الخاصة بإمكانية الحصول على ربح سريع على مواقع الإنترنت المختلفة وفي قنوات (تلغرام)، من خلال متاجر الأدوية وكازينوهات القمار وغيرها. وينصبّ التركيز الرئيسي على مشاركة المواطنين من الشباب وكبار السن والمتطرفين والفئات المهمشة من السكان، فضلاً عن القُصّر والأشخاص الذين يعانون أمراضاً نفسية، ومن لا يمتلكون المعرفة القانونية الأساسية الكافية وليسوا على دراية بخطورة الأفعال المرتكبة».

وزاد الجهاز الأمني الروسي أن «موظفي الخدمات الأوكرانية الخاصة» يستخدمون كذلك، تطبيقات المراسلة المختلفة للاتصال بالمواطنين الروس، وباستخدام التقنيات النفسية يجبرونهم على تحويل مبالغ كبيرة إلى «حسابات آمنة» من أجل «حماية أموالهم من المحتالين».

الدخان يظهر من الشاطئ بعد سماع انفجارات في قاعدة جوية عسكرية روسية بالقرب من نوفوفيدوريفكا بالقرم (أ.ب)

ولإضفاء المصداقية على كلامهم، يرسلون صوراً لوثائق تشبه شهادات موظفي هذه المنظمات والإدارات. وأكدت هيئة الأمن الفيدرالية أن وكالات إنفاذ القانون الروسية «كشفت عن جميع أعمال الحرق المتعمد، وفي معظم الحالات، تم تصنيف تصرفات مرتكبيها على أنها عمل إرهابي وتخريب وتعد على حياة ضباط إنفاذ القانون».

وحذرت هيئة الأمن الفيدرالية من أن «الخدمات الأوكرانية الخاصة تقوم بنشاط بالتجنيد على الإنترنت والشبكات الاجتماعية وبرامج المراسلة الفورية لإشراك المواطنين الروس في أنشطة غير قانونية».

وكانت معدلات عمليات التخريب الداخلي ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الشهرين الأخيرين، ولا يكاد يمر يوم في روسيا من دون الإعلان عن اعتقال أشخاص خططوا لأعمال تخريبية أو نفذوا هجمات تفجيرية في مناطق مختلفة.

* المجموعات المسلحة وأداء القسم

في سياق متصل، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، مرسوماً يلزم عناصر المجموعات المسلحة غير النظامية أداء قسم اليمين مثلما يفعل جنود الجيش، بعد يومين على الإعلان عن مقتل زعيم مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين. وبموجب نصّ المرسوم الذي نشره الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية، بات لزاماً على هؤلاء العناصر التعهد بـ«الإخلاص» و«الوفاء» لروسيا، و«الامتثال الصارم لأوامر القادة والمسؤولين (الأعلى رتبة)». ويتعهد العناصر كذلك «احترام الدستور الروسي بشكل مقدس»، و«الدفاع بشجاعة عن الاستقلال والانتظام الدستوري» للبلاد، وتنفيذ المهام الموكلة إليهم. ويشمل المرسوم الأشخاص المدرجين كمقاتلين متطوعين والذين «يسهمون في تنفيذ المهام الموكلة إلى القوات المسلحة الروسية» و«هيئات وتشكيلات عسكرية» أخرى، بما يشمل قوات الدفاع التي تمّ تشكيلها خلال حرب أوكرانيا. وفي حين تحول القوانين الروسية رسمياً دون تشكيل مجموعات المرتزقة، تتغاضى السلطات عن نشاطات «المجموعات العسكرية الخاصة» التي تقدّم رسمياً خدمات «أمنية».

وتعدّ فاغنر التي قاتل عناصرها في أوكرانيا ودول أخرى، أبرز هذه المجموعات في روسيا.

ويأتي هذا المرسوم بعد شهرين من تمرد «فاغنر» بقيادة بريغوجين على القيادة العسكرية الروسية واتهامه لها بعدم الكفاءة في إدارة غزو أوكرانيا. وانتهى التمرد بعد زهاء 24 ساعة بوساطة قادتها بيلاروسيا بين الكرملين وقادة «فاغنر».

‫0 تعليق

اترك تعليقاً