البقايا البشرية التي عثر عليها متنزهون قبل أيام تخص الممثل جوليان ساندز

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ليليان بستاني لـ«الشرق الأوسط»: نفتقد نجوم تمثيل في منتصف العشرينات

قبل نحو 5 أشهر رحل الكاتب اللبناني مروان نجار تاركاً وراءه مدرسة معروفة بالدراما المحلية. فهو ترسّخ في ذاكرة اللبنانيين على مدى أجيال متتالية من خلال مسرحيات ومسلسلات تلفزيونية عديدة.

ومؤخراً أعلنت المخرجة ليليان بستاني تسلمها النص الدرامي «لعينيك» للراحل نجار، وأنها بصدد البدء في تصويره مع فريق من الممثلين اللبنانيين. أعطت هذه المهمة لليليان المحطة الفضائية «سات7» المنتجة للعمل، إذ وجد فيها أفضل من يستطيع القيام بها على أكمل وجه. وسبق لها أن تعاونت مع الراحل نجار في أكثر من عمل ومن بينها «مؤبد» و«أم الصبي» و«خادمة القصر».

وتؤكد بستاني صاحبة شركة «أفكار برودكشن» المشاركة في إنتاج العمل، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنها تأثرت لاختيارها من قبل المحطة المذكورة، كما أنها اعتبرت الأمر بمثابة فخر لها كونها تعيد نجار إلى الحياة الدرامية. وكان يتمنى إخراج العمل إلى النور وهو على قيد الحياة، إلا أن الموت عاجله، فرحل من دون أن يحقق أمنيته هذه لا سيما أنه بقي لآخر لحظات عمره يعدّل في نص المسلسل على أمل. وتتابع بستاني: «أحمل اليوم أمانة من الراحل نجار أتمنى أن أكون على القدر المطلوب في تنفيذها. وعندما اتُصل بي للقيام بهذه المهمة غمرتني مشاعر تخلط بين الفرح والحزن. فأن أقوم بأول عمل للراحل الكبير إثر رحيله وهذا هو شرف لي. لكنني سأفتقد مواكبته لتنفيذ العمل بشخصيته الجميلة. فهو من الكتاب الذين كانوا يحرصون على متابعة كل شاردة وواردة خلال تصوير العمل».

ستُصوّر ليليان المسلسل كما تذكر لـ«الشرق الأوسط» وكأن نجار الحاضر الغائب يرافقها فيه. أما الممثلون الذين سيقومون ببطولة العمل فهم بريجيت عقيقي، ومايا داغر، ومايكل كبابة، وعمر ميقاتي، ونزيه يوسف، ورالف معتوق وغيرهم.

ومن المتوقع أن يرى النور في ديسمبر (كانون الأول) المقبل على قناة «سات7». وهي قناة فضائية يمكن مشاهدتها في مصر وقبرص وجنوب أفريقيا. وبعدها ومع بداية عام 2024 سيُعرض على واحدة من محطات التلفزة المحلية «إل بي سي أي».

مايا داغر واحدة من بطلات المسلسل الشابات (خاص ليليان بستاني)

وفي سياق القصة نتعرف إلى طبيبين اختصاصيين في علاجات الجهاز التنفسي والشرايين، وكذلك إلى فتاة تعاني من مشكلة في عينيها ويشكل لقاؤها مع أحد الطبيبين باباً للشفاء.

وتوضح المخرجة اللبنانية أن «القصة غنية بمشاعر وأحاسيس ومواقف متعددة تدعو مشاهدها إلى متابعتها من دون ملل. فتختلط فيها معاني الصداقة والوفاء وتعايش طبقات اجتماعية مختلفة. فتوصل رسائل إنسانية تحكي عن مدى تفشي الشر ومحاربته بأيادي الخير. وتدور في زمننا الحالي بحيث نربطها لاشعورياً بما نعيشه اليوم من قساوة مجتمع غير مترابط ومساند لبعضه البعض. والمسلسل يدعو إلى التعاون والاتحاد لنحظى بالقوة التي ننشدها شعباً. وكل هذه الموضوعات نفتقدها اليوم في حياتنا اليومية لأن الصداقة الحقيقية باتت غير موجودة في حياتنا. وغالبيتها تدور في فلك المصالح الخاصة والغايات التي تبرر الوسيلة».

وسيُصوّر المسلسل بين ريف لبنان من ناحية والمدينة من ناحية ثانية، لأن أحداثه الآنية تنبع من زمن نعيشه يتطلب حضور هذه الأماكن فيه.

عملية اختيار الممثلين تطلبت من ليليان بستاني بحثاً دقيقاً عن وجوه شابة يمكنها تجسيد أدوارها بشكل يقنع المشاهد. «لم أجد بين نجومنا الحاليين من يستطيع تأدية أدوار شابة في منتصف العشرينات. فركنت إلى طلاب كلية الفنون في لبنان وإلى ممثلات صغيرات السن سبق وقدمن مشاركات درامية خجولة. فنحن في الحقيقة نفتقد عناصر تمثيلية في هذه السن. ولا أستطيع أن أقدم للمشاهد ممثلين تجاوزوا هذه السن وإلا فقدت مصداقيتي».

ودعت بستاني المنتجين والمخرجين للالتفات إلى طلاب جامعيين هم بطور التخرج أو أنهوا دراستهم في كلية الفنون. «إنهم يحتاجون الفرص ليبرزوا مواهبهم لا سيما أننا نحتاجهم لأن الورق يفرض علينا مرات كثيرة أشخاصاً من أعمارهم. كما أنهم سيتمكنون مع الوقت من إحراز التقدم المنشود تماماً كنجوم كثر سبقوهم. فبديع أبو شقرا وباسم مغنية وكارلوس عازار وغيرهم، كان الراحل مروان نجار أول من أمسك بيدهم، فوثق بقدراتهم الإبداعية واعتمدهم أبطالاً في مسلسلاته حتى صاروا نجوماً بامتياز».

كان الراحل نجار يشكو كثيراً من ضياع يصيب أعمال الدراما بسبب تدخلات يعاني منها الكاتب من هنا وهناك. وتعلق بستاني: «كان لدي فكرة عن هذا الموضوع إذ كان يحدثني عنها في اتصالاتنا الهاتفية ولقاءاتنا. فالمطلوب دائماً هو احترام نص الكاتب، وأي تعديل يصيبه يجب أن يحصل بالتعاون معه. فأنا شخصياً ضد تصرف المخرج أو المنتج من دون العودة إلى الكاتب.

فالتنسيق ضروري بين جميع الأفرقاء وإلا تولد المشكلات. ولذلك يجب أن يحضر دائماً في عملية التنفيذ ضابط إيقاع لإيجاد حلول لها. وتركن هذه المهمة لشركة الإنتاج عادة. وعلى المخرج أن يتمتع بشخصية قوية تخوله وضع حد لممثل يفرض شروطه ويتدخل في النص وإلا (ضاعت الطاسة)».

تتولى ليليان بستاني إخراج مسلسل «لعينيك» بعد وفاة كاتبه مروان نجار (خاص ليليان بستاني)

«غربة» كان آخر أعمال ليليان بستاني الدرامية في عام 2020 من بطولة كارلوس عازار وفرح بيطار. واليوم من خلال «لعينيك» تعود إلى الساحة المحلية وهي تقول إن «الدراما اللبنانية اليوم في وضع محزن لسنا نحن من تسببنا به. فشركات الإنتاج تهتم بأعمال يمكن تسويقها عربياً. ومحطات التلفزة لم يعد عندها القدرة على الإنتاج بسبب نقص هائل في مداخيلها الإعلانية. غاب السند والمشجع للدراما المحلية مع تراكم الأزمات وتواليها».

وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى الالتفات إلى الدراما المحلية ومساندتها مهما كلفنا الأمر، وإلا سيصاب هذا القطاع بالزوال».

‫0 تعليق

اترك تعليقاً