أوكرانيا تفرض التعادل على إنجلترا

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ظهور الحكام في إنجلترا على شاشة التلفزيون لشرح قرارات تقنية «الفار» خطوة إيجابية

ظهر رئيس لجنة الحكام في إنجلترا، هوارد ويب، على شاشة التلفزيون، ليخبر مايكل أوين، بعد 3 أيام، بأن الهدف الذي سجله لاعب مانشستر سيتي، ناثان آكي، في مرمى فولهام في نهاية الأسبوع الماضي كان يجب إلغاؤه، بسبب تسلل مانويل أكانجي المتداخل في اللعبة. وأنا شخصياً موافق على ظهور ويب بهذا الشكل لتحليل الحالات المثيرة للجدل، وأريد رؤية مزيد من ذلك.

وقد ظهر الحكم الإنجليزي السابق ديفيد إليراي وهو يقوم أيضاً بتحليل الحالات التحكيمية مع توني آدامز. وبعد ذلك، يمكن لبييرلويجي كولينا أيضاً إجراء بث مباشر على «إنستغرام» لمراجعة بعض الحالات التحكيمية.

لقد كان المدير الفني لفولهام، ماركو سيلفا، غاضباً للغاية بعد احتساب هدف آكي، وقال: «أي شخص لعب كرة القدم، ولديه بعض المعرفة بكرة القدم، يعرف بنسبة 100 في المائة أنه يجب إلغاء هذا الهدف. بالنسبة لمساعد الحكم، قد يكون من الصعب رؤية التسلل من داخل الملعب؛ لكن بالنسبة لتقنية (الفار)، من المستحيل عدم إلغاء هذا الهدف. لقد كان لتلك اللحظة تأثير كبير على المباراة».

واعترف النرويجي إيرلينغ هالاند، مهاجم مانشستر سيتي، بأن فريق فولهام لديه كل الحق في الغضب من الهدف الثاني الذي سجله فريقه بملعب «الاتحاد». وقال المهاجم هالاند: «أظن أن ذلك الهدف كان تسللاً كذلك. أشعر بالأسف لهم (فولهام). سأكون غاضباً في حال حدث ذلك لي. لا بد من أنه شعور سيئ بالنسبة لهم».

أنا لست متأكداً تماماً مما إذا كنت بحاجة إلى لعب كرة القدم، أو حتى مشاهدة مباراة لكرة القدم، لكي تعرف أن أكانجي كان متداخلاً في اللعبة وكان متسللاً، وبالتالي كان يجب إلغاء الهدف. وقال ويب في البرنامج التلفزيوني «حكام المباريات» على قناة «سكاي سبورتس» يوم الثلاثاء: «منذ البداية، أريد أن أقول إنه كان يجب إلغاء هذا الهدف. ليس من السهل دائماً الوصول إلى هذا القرار لأنك تحاول جمع معلومتين معاً في الوقت نفسه. فهل اللاعب كان في موقف تسلل؟ رغم أن الحكم كان في وضع جيد لرؤيته، وما هي عواقب وجود اللاعب في هذا الموقف؟ وكيف يؤثر ذلك على المنافسين؟ لسوء الحظ، لم يتم تحديد ذلك بشكل جيد في ذلك اليوم، وسيتم شرح ما حدث في هذا الهدف لجميع أفراد مجموعتنا؛ لأننا نتطلع إلى القيام بعمل أفضل كل أسبوع . وكان هذا خطأ».

لكن كيف يمكننا نشر ذلك من أجل التعلم منه؟ وكيف لم يشاهد حكام المباراة وحكام الفيديو أن أكانجي كان متسللاً ومتداخلاً في اللعبة؟ هل يجب أن يخضع الحكام لاختبار دوري لمعرفة مدى قوة نظرهم؟ وهل كان سيلفا محقاً في شعوره بالغضب؟ تكمن المشكلة الحقيقية هنا في أن اللاعبين السابقين والمسؤولين لا يهتمون برأي المتصلين والمستمعين والمشاهدين، ودائماً ما نسمع منهم عبارة: «أنت لم تلعبوا كرة القدم مطلقاً»، للتقليل من رأي الجمهور، فكيف إذن يمكن تطوير اللعبة؟

وتجب الإشارة هنا إلى أنه لكي يصل أي حكم إلى القمة، فإنه يتعين عليه أن يبدأ العمل في مجال التحكيم منذ الصغر، وهو ما يعني بشكل عام أن هذا الشخص قرر الاتجاه إلى مجال التحكيم بدلاً من اللعب. قد يبدو هذا اختياراً غريباً جداً لأي طفل يحب كرة القدم! وبالتالي، فإن معظم الحكام هم أشخاص لم يلعبوا كرة القدم مطلقاً. ربما لا يهم كل ذلك في كثير من الأحيان؛ لكن كيف يمكن إصلاح الأمر؟

من الواضح أن اقتراح إضافة لاعب سابق إلى غرفة تقنية الفار مثير للسخرية، نظراً لأن كثيراً من هؤلاء اللاعبين السابقين لا يعرفون قوانين كرة القدم جيداً. وإذا أضفت هذه الانتقادات المستمرة للحكام إلى التغييرات المستمرة في قوانين كرة القدم، وخصوصاً القانون الغريب المتعلق بلمسات اليد داخل منطقة الجزاء، والمديرين الفنيين الذين يسعون لإبعاد الأنظار والانتباه عن أداء فرقهم من خلال توجيه الانتقادات الدائمة للحكام، فيمكنك حينئذ أن ترى أن كل الظروف مهيأة ضد الحكام. وكانت محاولة المدير الفني لمانشستر يونايتد، إريك تن هاغ، إلقاء اللوم على التحكيم للهروب من الانتقادات، هي أبرز أحداث الأسبوع الماضي!

في الحقيقة، تعد خطوة ظهور هاورد ويب على شاشة التلفزيون خطوة إيجابية للغاية، ومن المفترض أنها الخطوة الأولى في الطريق إلى بث ما يحدث داخل غرفة «الفار». إنني أتفهم تماماً عدم رغبة لجنة الحكام في البث المباشر لما يحدث داخل غرفة «الفار»، نظراً لأن ذلك لن يكون مفيداً على الأرجح على المدى القصير. هناك قرارات صعبة وحساسة، كما أن النقل المباشر للحديث بين 3 أشخاص، يقول اثنان منهم إنهما لا يعرفان ما هو القرار السليم بالضبط، ويسأل بعضهم بعضاً عن رأيه، سيكون مُربكاً. لكن ربما مع مرور الوقت، سيكتسب المشجعون والنقاد وكُتاب الأعمدة في الصحف قدراً من التعاطف مع الحكام.

في الحقيقة، بإمكان أي شخص قام بتحكيم مباراة للهواة لأن الحكم لم يأتِ، أن يخبرك بمدى صعوبة هذا الأمر. ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى أنك لا تعرف حقاً من هو الفريق الذي يستحق تنفيذ رمية التماس، وتشير في اتجاه عشوائي!

نقاش حاد بين لاعبي فولهام والحكم مايكل أوليفر حول هدف مانشستر سيتي (رويترز)

سيكون هناك دائماً من يطالب بعدم تطبيق تقنية «الفار»، وهناك من يشيرون إلى أن أخطاء تقنية «الفار» قد قلَّت بشكل كبير الآن. وهناك فريق ثالث منا في الوسط ممن كانوا يشعرون بالرضا عما تم تحقيقه من قبل، ويشعرون بالرضا عما عليه الوضع الآن.

كرة القدم ليس المقصود منها أن تكون لعبة مثالية، وستكون هناك أخطاء دائماً من المُلاك والمديرين الفنيين واللاعبين والحكام والصحافيين والمشجعين. وهناك وجهان دائماً لكرة القدم، فأحياناً تشعر بالغضب الشديد لأن لاعب الفريق المنافس سقط على الأرض لفترة طويلة لإهدار الوقت، وأحياناً أخرى تشعر بالرضا لو فعل لاعب فريقك ذلك، كما تشعر بالألم وأنت ترى لاعب الفريق المنافس يحتفل، ثم تشعر بالسعادة الغامرة وأنت ترى لاعب فريقك يحتفل، فهذه هي كرة القدم!

بل هناك كثيرون ممن يكرهون الحديث عن ذلك من الأساس، ويرون أن ذلك مضيعة للوقت، وأن هذه المقالة كان من الأفضل تخصيصها للحديث عن الدور الجديد الذي يقوم به ظهراء الجنب عندما يتقدمون إلى منتصف الملعب، أو للحديث عن جوردان هندرسون، ولماذا ترك ليفربول وانتقل إلى السعودية، أو ما هو أفضل مركز لكاي هافرتز.

أما بالنسبة لعدم ممارسة اللعبة مطلقاً، فأنا متأكد من أن حكم المباراة مايكل أوليفر وكل شخص آخر في غرفة «الفار» في «ستوكلي بارك» ربما يرغبون في الصراخ في وجه سيلفا وفينا جميعاً، بالقول: «أنت أيضاً لم تحكم أي مباراة من قبل!»؛ لكن الحقيقة هي أننا جميعاً سنقوم بعمل بشع لو حكمنا أي مباراة، حتى لو تمكن معظمنا من رؤية أكانجي من على بُعد 3 ياردات فقط!

* خدمة «الغارديان»

‫0 تعليق

اترك تعليقاً