تقنيات الذكاء الاصطناعي ترتقي بالتعليم العالي والبحث العلمي

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

نشكركم لمتابعه خبر من موقع المحرر العربي 

ابوظبي – ياسر ابراهيم – الأحد 28 يناير 2024 01:10 صباحاً – التاريخ: 28 يناير 2024

يعد الذكاء الاصطناعي محركاً رئيسياً للنمو والابتكار في مختلف القطاعات، من ضمنها قطاع التعليم، ويرى مختصون وأكاديميون أنه في عصر تستمر التكنولوجيا بالتطور والنمو، تبرز أهمية الذكاء الاصطناعي كعنصر رئيسي في تحديث وتطوير مؤسسات التعليم العالي.

وقالوا لـ«حال الخليج» إن التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي تسهم في تحسين جودة التعليم العالي وتعزيز البحث العلمي، مما يمهد الطريق نحو مستقبل تعليمي متطور ومتكامل وبكفاءة فائقة.

وقال الدكتور سيف النيادي، أستاذ مساعد في جامعة العين: «يتمثل الاستخدام الأول للذكاء الاصطناعي في تطوير نظم التعلم الذكية التي توفر تجارب تعليمية مخصصة لكل طالب، فعلى سبيل المثال تقوم جامعة خليفة بتطوير برمجيات قائمة على الذكاء الاصطناعي تتكيف مع مستويات فهم كل طالب، مما يحسن من الفهم والاستيعاب.

كما تستخدم الجامعة الأمريكية في الشارقة أنظمة تحليل بيانات لتطوير أساليب التدريس والمناهج، ويستخدم معهد «مصدر» للعلوم والتكنولوجيا في الإمارات الذكاء الاصطناعي في أبحاثه المتعلقة بالطاقة المتجددة والاستدامة، مما يمكّن الباحثين من الوصول إلى فهم أعمق للموضوعات المعقدة».

وأضاف: «يسهم الذكاء الاصطناعي في تطوير أدوات التفاعل الطلابي مثل الروبوتات التعليمية والمساعدين الافتراضيين، الأمر الذي يحسن من تجربة التعلم ويعزز التواصل بين الطلاب والمؤسسات التعليمية، ويتيح فرصاً لتطوير محتوى تعليمي مبتكر يشمل تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، وتستخدم جامعة زايد هذه التقنيات لخلق بيئات تعليمية تفاعلية وغامرة».

آفاق جديدة

من جانبها، أوضحت الدكتورة رهف عجاج، أستاذ مساعد في الصحة البيئية والسلامة في كلية العلوم الصحية بجامعة أبوظبي، أن «التعليم العالي قد شهد تحولاً ملحوظاً بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي من المتوقع أن تحدث ثورة في مجالات التعليم.

وهذه التقنيات ستفتح آفاقاً جديدة، وأبرز مظاهر تأثير الذكاء الاصطناعي تتمثل في قدرته على تخصيص التجربة التعليمية من خلال تحليل بيانات الطلاب، ويمكن تطوير محتوى يتكيف مع احتياجات كل فرد». وتابعت: «تعزز هذه الطريقة فهم الطلاب، وتساعد في تحديد نقاط القوة والضعف بدقة، كما يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة وتحليل البيانات بكفاءة عالية، مما يفتح أبواباً جديدة للابتكار واستنباط النتائج».

حلول وتحديات

بدوره، قال الدكتور سائد الرباعي، أستاذ مشارك بقسم أمن ونظم المعلومات في جامعة الإمارات: «الذكاء الاصطناعي الإنتاجي يقدم حلولاً في بيئة التعليم العالي، حيث يمكن للموظفين الإداريين توسيع خدمات الدعم وتقييم طلبات الطلاب المحتملين بكفاءة أكبر، كما يمكن لأعضاء هيئة التدريس استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في المهام البسيطة للبحث وتطوير المناهج وتقييم الطلاب».

وأضاف: «لكن الذكاء الاصطناعي الإنتاجي يواجه قيوداً وتحديات أيضاً، مثل التفاعلات غير الشخصية مع الطلاب، واتخاذ قرارات محتملة متحيزة، واحتمالية تثبيط النمو الفكري والتعلم العميق من خلال إكمال المهام بطريقة آليه، ولكن في المقابل يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير أدوات البحث العلمي والتحليل البياني لدعم الباحثين والأكاديميين».

أداة فاعلة

من جهته، أوضح الدكتور سعيد خلفان الظاهري، مدير الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، أن «الذكاء الاصطناعي لم يصل حتى الآن لدرجة الإبداع التي لدى الإنسان، ولكنه أداة فاعلة تساعدنا في تصميم وكتابة المحتوى التعليمي ووضع أسئلة الاختبار، كما تساعد الطالب في توليد الأفكار وكتابة الأوراق البحثية والعلمية، وتخصيص عملية التعلم بناء على اهتمام الطالب وقدراته».

وحول المخاطر الأخلاقية المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، أوضح أنها «تتمثل في عدة محاور، منها: التحيز في البيانات، وتأثير المعلومات سلباً على التعليم المبني على حقائق صحيحة، وتوليد المحتوى الضار، وانتهاك الملكية الفكرية وحقوق المؤلف، والغش، وانتهاك الخصوصية، والأتمتة وتهديد وظائف البشر، واتساع الفجوة».

وأشار إلى أن الحل لتجنب هذه المخاطر يكمن في خلق الوعي والثقافة بالإمكانيات والقدرات وحدود هذه التقنية ومخاطرها والمسائل الأخلاقية الأخرى، ومحو أمية الذكاء الاصطناعي، ووضع السياسات والتشريعات اللازمة.

مركز عالمي

أكد جاري فيرنانديز، مدير شؤون الطلبة المحتملين بجامعة «هيريوت وات ــ دبي»، أن «ريادة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي واستكشاف الفضاء تجعلها مركزاً عالمياً للتعليم والتكنولوجيا للطلاب والأكاديميين، ويمكن للذكاء الاصطناعي إحداث ثورة في نظام التعليم، وأن يساعد المعلمين والأكاديميين على توفير تجارب تعليمية مخصصة لطلابهم، وتعزيز تحليلات التعلم».

من جانبها، قالت درة عطاطرة، مدير معهد «فالي أوف اكسبيرتس» لتدريب وتأهيل طلبة الجامعات: «دمج الذكاء الاصطناعي والميتافيرس يوفر تجارب تعليمية تفاعلية وممتعة.

حيث تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تحليل أداء الطلاب وتصميم تحديات تعليمية مشوقة، ويمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم في تسريع التقدم نحو الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والذي ينص على ضمان التعليم الجيد المنصِف والشامل وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع».

صناعات إبداعية

أما سارة رفاعي، أول رائدة أعمال عربية تؤسس منهجاً تسويقياً للمدربين بتقنية الذكاء الاصطناعي فقالت: «تسهم هذه التقنية في تعزيز قطاع الصناعات الإبداعية وخلق حراك إبداعي يلبي حاجتنا في المنطقة إلى المهارات الرقمية التي تدعم استراتيجيات الاقتصاد الرقمي المليء بالفرص، بهدف إعداد جيل جديد متمكن من الكفاءات المحترفة القادرة على تقديم صورة حضارية نموذجية عن المنطقة العربية».

بدورهم، أكد طلبة أن الذكاء الاصطناعي تقنية تُنبئ بمستقبل واعد في التعليم، مشيرين إلى أنه على خلاف محركات البحث التقليدية، يستطيع «تشات جي بي تي» إمدادنا بكم هائل من المعلومات الدقيقة بسهولة ويسر.

وقالت هند آل ناصر، طالبة اللغة العربية في جامعة الوصل بدبي: «نحتاج إلى فهم أساسيات البرمجة قبل أن نتمكن من التعامل مع الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.

كما نحتاج إلى توفير الخبرة العملية لنا باستخدام أدواته، لنكون مستعدين لمواصلة التعلم والتكيف مع التقنيات الجديدة، وتشجعينا على تبني عقلية النمو والنظر إلى التحديات على أنها فرص ومصادر جديدة للنمو والتعلم».

ويقول أحمد محمد، طالب هندسة الإلكترونيات في جامعة «روتشستر» بدبي: «لقد تكيفنا في السابق مع الآلات الحاسبة، وأصبح مسموحاً استخدامها في حصص الرياضيات.

لذلك أعتقد أن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات التعليمية سيصبح أمراً مسموحاً مع مرور الوقت، تماماً كما في حالة الآلات الحاسبة في الماضي، ومن الجيد أن تبدأ المدارس والجامعات بإدراج مناهج عن الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته، وتشريع سياسات واضحة لتنظيمه وتوظيفه».

 

تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز تابعوا أخبار الإمارات من حال الخليج عبر جوجل نيوز

[ad_2]

‫0 تعليق

اترك تعليقاً