بسبب هذا المخترع.. أصبحت الحروب أكثر دموية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لكم لمتابعتكم خبر عن بسبب هذا المخترع.. أصبحت الحروب أكثر دموية

في خضم الحرب الأهلية الأميركية، ضربت البشرية عام 1862 موعدا مع اختراع فريد من نوعه غيّر مستقبل الحروب وساهم في جعلها أكثر دموية من السابق.

فخلال ذلك العام، تمكن المخترع الأميركي ريتشارد جوردن غاتلينغ (Richard Jordan Gatling) من ابتكار نوع من البنادق الدوارة متعددة الإسطوانات يتم تشغيلها بواسطة كرنك، أو مقبض، يدوي وقادرة على إطلاق حوالي 200 طلقة بالدقيقة الواحدة.

وبفضل هذا السلاح الجديد الملقب برشاش غاتلينغ، اتجه البشر لتطوير الرشاشات التي سرعان ما أثبتت فاعليتها بحروب المستقبل.

ابتكارات وسلاح جديد

خلال فترة شبابه، اتجه ريتشارد جوردن غاتلينغ، المولود بكارولاينا الشمالية عام 1818، لمساعدة والده، المزارع الثري، في تطوير طرق زراعية جديدة لزيادة إنتاج حقوله وتحقيق أرباح إضافية. وعقب ابتكارات عديدة بمجال الفلاحة، حصل غاتلينغ عام 1844 على أول براء اختراع له عقب نجاحه في تطوير طريقة زراعة جديدة جعلته مشهورا بمسقط رأسه.

وخلال نفس العام، انتقل غاتلينغ للعيش بسانت لويس (St. Louis) بولاية ميسوري أين واصل ابتكاراته بمجال زراعة الأرز والقمح. وإضافة لذلك، اتجه هذا الشاب الأميركي بنفس الفترة لدراسة الطب. وبالسنوات التالية، حبّذ غاتلينغ مواصلة اهتمامه بمجال الابتكارات الزراعية متخليا بذلك عن فكرة العمل كطبيب.

مع اندلاع الحرب الأهلية عام 1861، تواجد ريتشارد جوردن غاتلينغ بأنديانابوليس (Indianapolis). وعلى الرغم من انحداره من أصول جنوبية، ساند الأخير قضية الإتحاد وفكرة إنهاء العبودية. وأثناء تنقله على ساحات المعارك، تابع الأخير معاناة الجنود من الإصابات والأمراض. وبالتزامن مع ذلك، فكّر هذا المبتكر الأميركي في اختراع سلاح جديد أكثر دموية قادر على إحداث عدد أكبر من الضحايا وإنهاء استخدام الجنود للبنادق القديمة والحراب.

رمز التفوق العسكري الأميركي

يوم 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1862، حصل ريتشارد جوردن غاتلينغ على براءة اختراع رشاشته الجديدة. وقد كانت رشاشة غاتلينغ عبارة عن ستة أنابيب وضعت بشكل دائري ثبتت على عربة صغيرة مزودة بعجلتين. ومع إدارة ذراع التدوير، تباشر هذه الرشاشة بإطلاق وابل من الرصاص دون الحاجة لشحنها مجددا بين الطلقة والأخرى.

وتستمر رشاشة غاتلينغ في توجيه الرصاص نحو العدو لحين نفاذ مخزون الرصاص الموجود بالبرميل الصغير المثبت عليها. وحسب التصاميم، كانت هذه الرشاشة الأولى قادرة على إطلاق 200 رصاصة عيار 58 (14.7320 ملم) بالدقيقة. وتزامنا مع اعتماد الخراطيش النحاسية، طورت هذه الرشاشة وأصبحت قادرة على إطلاق 400 رصاصة بالدقيقة.

على الرغم من نجاح التجارب عليها، رفض جيش الإتحاد اعتماد رشاش غاتلينغ بشكل رسمي بالحرب الأهلية. وفي الأثناء، لم يتردد الجنرال بجيش الإتحاد بناجمين بوتلر (Benjamin F. Butler) في اقتناء عدد منها، بشكل شخصي، لإعتمادها بالمعارك. وعلى حسب عدد من المصادر، استخدم عدد من هذه الرشاشات بربيع عام 1865 خلال حصار بيترسبورغ (Petersburg) الذي انتهى بإنتصار الإتحاد وشهد مقتل وإصابة عشرات الآلاف.

عام 1866، تبنى الجيش الأميركي رسميا رشاش غاتلينغ الذي سرعان ما تحول لرمز من رموز التفوق العسكري الأميركي. وبينما اعتمده الأميركيون بالعديد من حملاتهم ضد السكان الأصليين، استخدم البريطانيون هذا النوع من الرشاشات أثناء قمعهم لشعب الزولو بجنوب أفريقيا عام 1879.

خلال العام 1903، فارق ريتشارد جوردن غاتلينغ الحياة عن عمر ناهز 85 عاما. وأثناء مسيرته، حصل الأخير على حوالي 43 براءة اختراع بمجالات مختلفة. ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، فقد هذا الرشاش بريقه لصالح الرشاشات الأوتوماتيكية التي ابتكرها الأميركي-البريطاني هيرام ستيفن ماكسيم (Hiram Stevens Maxim).

‫0 تعليق

اترك تعليقاً