بسبب أزمة.. رفض رئيس هذه الدولة الإستقالة وانتحر

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لكم لمتابعتكم خبر عن بسبب أزمة.. رفض رئيس هذه الدولة الإستقالة وانتحر
[


]

بالقرن الماضي، لم يتردد العديد من السياسيين في وضع حد لحياتهم لأسباب مختلفة تراوحت بين تزايد المعارضة وفشل السياسات الإصلاحية والإنقلابات والهزائم العسكرية.

وإضافة لرئيس التشيلي سلفادور أليندي الذي تعرض لإنقلاب عام 1973 وأدولف هتلر الذي خسر الحرب العالمية الثانية ووزير الحرب الياباني كوريشيكا أنامي (Korechika Anami) الذي رفض فكرة استسلام اليابان عام 1945، يذكر التاريخ واقعة انتحار رئيس البرازيل جيتوليو فارغاس (Getúlio Vargas) الذي حبّذ وضع حد لحياته بسبب أزمة سياسية خانقة مرت بها البلاد.

المسيرة السياسية لفارغاس

إلى ذلك، انحدر جيتوليو فارغاس، المولود يوم 19 نيسان/أبريل 1882، من عائلة نافذة ومرموقة بولاية ريو غراندي دو سول (Rio Grande do Sul) البرازيلية.

وعقب قضائه لفترة بصفوف الجيش، التحق فارغاس بالجامعة أين درس الحقوق وامتهن المحاماة بالسنوات التالية.
أثناء الحرب الأهلية بريو غراندي دو سول سنة 1923، برز فارغاس كقائد عسكري ساهم في إعادة الاستقرار للمنطقة. وبفضل ذلك، انطلق هذا المحامي البرازيلي بمسيرته السياسية الوطنية التي قادته في البداية نحو مجلس النواب ومن ثم نحو منصب وزير المالية خلال فترة رئاسة لويس واشنطن.

وبعد فترة وجيزة قضاها بمنصب رئيس ولاية ريو غراندي دو سول، ترشح جيتوليو فارغاس لرئاسة البرازيل عام 1930. وأثناء هذه الانتخابات، مني الأخير بهزيمة أصيب على إثرها بإحباط. وخلال نفس ذلك العام، شهدت البرازيل ثورة مسلحة أطاحت بحكم الرئيس برستيس وعين على إثرها فارغاس رئيسا مؤقتا.

وبالسنوات التالية، استولى الأخير على الحكم بتعلة وجود مخطط شيوعي للسيطرة على البرازيل. وبالحرب العالمية الثانية، أقحم فارغاس بلاده بالنزاع العالمي لجانب الحلفاء عقب إعلانه الحرب على ألمانيا عام 1942. وبعدها بثلاثة سنوات، أزيح هذا المحامي من سدة الحكم قبل أن يعود مجددا ليشغل منصب الرئيس عقب انتخابه بشكل ديمقراطي بإنتخابات العام 1950.

انتحار الرئيس

مع بداية الفترة الرئاسية لفارغاس عقب انتخابات عام 1950، عانت البرازيل من نسبة تضخم مرتفعة تزامنا مع ارتفاع نسبة الدين الخارجي للبلاد. ومع توجهه لزيادة نفوذ الدولة بعدد من القطاعات كالنفط والكهرباء والتعدين وإنتاج القهوة وتوجهه لمضاعفة الأجر الأدنى للعمال، جذب فارغاس لنفسه عداء الطبقتين المتوسطة والثرية بالبرازيل.

خلال شهر آب/أغسطس 1954، عاشت البرازيل على وقع محاولة اغتيال فاشلة طالت المعارض السياسي كارلوس لاسيردا (Carlos Lacerda) وأسفرت في المقابل عن مقتل واحد من كبار كوادر الجيش البرازيلي. وبالفترة التالية، وجهت أصابع الإتهام نحو فارغاس حيث اتهم الأخير بمحاولة تصفية معارضيه والتخلص من كبار قادة الجيش. إلى ذلك، نفى الرئيس فارغاس هذه التهم واتجه لإقالة قائد حرسه الشخصي عقب شكوك حول دور الأخير في محاولة الإغتيال.

تزامنا مع تزايد الغضب الشعبي بالبرازيل، عرض قادة الجيش على فارغاس التنحي من منصبه. عقب اجتماع جمعه بعدد من وزرائه يوم 24 آب/أغسطس 1954، انعزل فارغاس داخل غرفته قبل أن يطلق النار على نفسه، على مستوى القلب، في حدود الساعة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة صباحا ليفارق على إثر ذلك الحياة عن عمر ناهز 72 عاما.

إلى ذلك، ترك فارغاس رسالة أخيرة أذيعت، بعد مضي ساعتين عن وفاته، على الراديو. وبهذه الرسالة تحدث فارغاس عن قيامه بواجبه تجاه الوطن ومغادرته الحياة نحو الخلود والتاريخ. بالفترة التالية، ساهمت هذه الرسالة الأخيرة في تحسين صورة فارغاس لدى البرازيليين وساعدت حلفاءه السياسيين في الحفاظ على مناصبهم.

[


]

‫0 تعليق

اترك تعليقاً