العمل بدوام كامل سيختفي قريباً.. ما مستقبل المكاتب؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لكم لمتابعتكم خبر عن العمل بدوام كامل سيختفي قريباً.. ما مستقبل المكاتب؟
[


]

تسبب وباء كورونا وما صاحبه من إغلاقات بتحولات جذرية في العالم وهي التحولات التي يبدو أنها ستغير سلوك البشر إلى الأبد، ومن بينها طريقة عمل الموظفين والشركات، حيث تبين أن قدراً كبيراً من هذه الأعمال والوظائف يمكن القيام بها عن بُعد أن من المنزل بما يعني أنه من الممكن الاستغناء عن المكاتب بشكل كامل أو تقليل المساحات المكتبية في بعض الأحيان.

ونقل تقرير نشرته شبكة CNBC الأميركية عن خبراء واقتصاديين قولهم إنه “من المرجح أن يظل العمل عن بُعد راسخاً كميزة دائمة لقطاع عريض من القوى العاملة في الولايات المتحدة”، وذلك في أعقاب التجربة الناجحة خلال فترة الوباء.

وقال الخبير الاقتصادي في موقع العمل “إنديد” نيك بنكر إن خط الأساس الذي كان سائداً قبل انتشار وباء كورونا والمتمثل في الذهاب إلى مكتب خمسة أيام في الأسبوع “مات” بالنسبة للعديد من العمال.

وبحسب التقرير الذي اطلعت عليه “العربية نت”، ففي عام 2019 تم إنجاز حوالي 5% من العمل بدوام كامل من المنزل. وقال نيكولاس بلوم، الخبير الاقتصادي في جامعة ستانفورد، الذي أجرى أبحاثاً عن العمل عن بُعد لمدة عقدين، إن الحصة تضخمت إلى أكثر من 60% في أبريل ومايو 2020، أي في الأيام الأولى لوباء كورونا.

ويُظهر بحثه أن هذا يعادل 40 عاماً تقريباً من النمو السابق للوباء، وقد حدث بين عشية وضحاها تقريباً.

وقال “بلوم” إن حصة العمل عن بعد قد انخفضت بشكل مطرد (إلى حوالي 27% اليوم) ولكن من المرجح أن تستقر عند حوالي 25%، أي بزيادة خمسة أضعاف مقارنة بما كانت عليه في العام 2019. وأضاف: “هذا ضخم.. يكاد يكون من المستحيل العثور على أي شيء في الاقتصاد يتغير بهذه السرعة، ويزيد بنسبة 500%”.

وفي البداية، كان يُنظر إلى العمل عن بُعد على أنه إجراء ضروري لاحتواء انتشار الفيروس، حيث جعلت التطورات التكنولوجية، مثل مؤتمرات الفيديو والإنترنت عالي السرعة، الترتيب ممكناً للعديد من العمال.

وقال الاقتصاديون إن كلاً من الموظفين والشركات اكتشفوا لاحقاً فوائد تتجاوز الأثر الصحي المباشر.

وأضاف “بلوم” أن معظم الموظفين يستمتعون بخفض تنقلاتهم، وقضاء وقت أقل في الاستعداد للعمل، ولديهم جدول زمني مرن يسمح بسهولة أكبر بزيارات الطبيب واصطحاب الأطفال من المدرسة.

وأظهر بعض العمال أنهم مترددون في التخلي عن تلك الامتيازات، حيث واجهت شركات مثل “أمازون” و”ستاربكس” مؤخراً رد فعل عنيف من الموظفين بعد الإعلان عن سياسات أكثر صرامة للعودة إلى المكتب.

وقالت جوليا بولاك، كبيرة الاقتصاديين في (ZipRecruiter) إن أصحاب العمل يتمتعون باحتفاظ أعلى بالموظفين ويمكنهم التوظيف من مجموعة أكبر من المتقدمين. وقالت إن بإمكانهم توفير المال الذي يتم إنفاقه على المساحات المكتبية من خلال التوظيف من مناطق منخفضة التكلفة في البلاد أو عن طريق رفع الأجور بوتيرة أبطأ بسبب القيمة المتصورة للعمال لمزايا العمل في المنزل.

وعلى سبيل المثال، يقول الباحثون عن عمل الذين استطلعت آراؤهم (ZipRecruiter) أنهم سيكونون مستعدين لخفض رواتبهم بنسبة 14% مقابل العمل عن بُعد.

وأغلقت شركة “تويتر” مؤخراً مكاتبها في سياتل بالولايات المتحدة كإجراء لخفض التكاليف وطلبت من الموظفين العمل من المنزل، وهو تحول عن وضع سابق كان يعمل فيه الموظفون 40 ساعة على الأقل في الأسبوع في المكتب.

وذكر بولاك: “الفوائد التي تعود على أصحاب العمل كبيرة جداً”.

ويقول الاقتصاديون إن معظم الشركات تحولت إلى نموذج “هجين”، حيث يتم تقسيم أسبوع العمل بين يومين ربما من المنزل وثلاثة في المكتب.

وكشف “بلوم” أن هذا الترتيب أدى إلى زيادة طفيفة في متوسط إنتاجية العمال، حيث يوفر الشخص العادي 70 دقيقة يومياً في التنقل؛ وأنه يتم إنفاق ما يقرب من 30 دقيقة من هذا الوقت في العمل أكثر، مضيفا: “الهجين هو إلى حد كبير ربح للطرفين”.

[


]

‫0 تعليق

اترك تعليقاً