إعلاميان يمنيان ينقلان الركاب بدراجات نارية.. من أجل لقمة العيش

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لكم لمتابعتكم خبر عن إعلاميان يمنيان ينقلان الركاب بدراجات نارية.. من أجل لقمة العيش
[


]

وسط ظروف الحرب وقهر المعاناة التي يكابدها اليمنيون، قرر إعلاميان شابان من سكان العاصمة اليمنية صنعاء التي لا تزال تئن تحت قمع ميليشات الحوثي منذ أكثر قرابة تسع سنوات، أن يخطا نموذجاً للكفاح النبيل، لتأمين لقمة عيش نظيفة، ولجأ الشابين إلى شراء دراجة نارية أو ما تسمى “موتور” باللهجة اليمنية، ليستخدماها في نقل الركاب كمصدر دخل أساسي لهما.

مشاوير آمنة بخدمات VIP

ونشرا الشابين على صفحاتهما على المنصات الاجتماعية أرقام هواتفهما مع كلمات مؤثرة مفادها نضمن لكم مشاوير آمنة بخدمات VIP وتوصيل طلبات بأجر مناسب، في أي وقت، مع تبادل أحاديث في الشعر والأدب والفلسفة والحياة”، موجهين نداءات للمجتمع لمن يطلب وسيلة مواصلات سريعة للوصول إلى شؤونه اليومية مقابل إجرة بسيطة معتمدين بذلك على تأثيرهما الاجتماعي وحضورهما الأدبي والإعلامي، مقدمين دعاية ترويجية بخدمات شخصية يوفرانها على متن دراجاتهما.

التزام وثقة وتحد ضد الأوضاع الراهنة

الإعلاميان هما منير محمد العمري صحفي ومذيع وصانع محتوى، وعمر راشد، طالب في كلية الإعلام بجامعة صنعاء، ووصف نشطاء الشابين بأنهما يستحقان الدعم والفخر لجرأتهما على استخدام أي وسيلة للعيش في ظل قيود الوضع الراهن التي تمر بها البلاد.

على الرغم من خطورة قيادة دراجة نارية في شوارع اليمن بسبب الزحام والانفلات المروي إلا إن الشابين ملتزما بقواعد السير والسلامة، وقالا بأنهما لا يقود عكسا لخط السير ولا يقطعا إشارة حمراء ويضمنا للراكب معهما أن يقضي مشواره بكل أريحية وأمان.

رئيس قناة غير مؤهل ناهب للحقوق

وصرّح منير العمري في حديثه “للعربية نت” فقال:” العمل في مجال الإعلام لا يكفي لإعالة فرد فما بالك بأسرة فمضطر حتى أن أعمل في خمس مهن أخرى، ومع أنني أعمل في قناة حكومية حاليا لكن بأجر ضئيل مقابل برنامج أسبوعي، وخرجت في نوفمبر الفائت من قناة “اللحظة” بعد أن رئيس القناة نهب حقوقي، فرفعت عليه قضية في المحكمة العمالية إلا أنهم رفضوا التجاوب مع إشعارات قاضي المحكمة له حتى الآن، ولا مؤهل لديه سوى أنه ينحدر من “صعدة” معقل الحوثيين.

مذيع كبير عاجز عن توفير القوت الضروري

وأضاف منير متحدثاً “للعربية نت”: كنت مديراً للإنتاج والبرامج في قناته ومصححاً لغوياً وكبير المذيعين كما عملت رئيساً للتحرير لفترة وطيلة عملي في اللحظة كنت أعمل في مهن أخرى كي أستطيع سد الاحتياج الأساس من القوت الضروري لي ولأسرتي”.

أرباح تساوي راتب وزير في الحكومة

وتابع منير حديثه قائلاً:” كنت أمتلك قناة على يوتيوب فجرى تهكيرها من قبل مجهولين وكنت أحصل على أرباح منها لمدة تقارب العام وكانت الأرباح أكبر بكثير من العمل كإعلامي هنا تستطيع القول أنها تساوي مرتب واعتماد وزير في الحكومة إلا أنها لا تساوي مبالغ الاختلاس والفساد بالتأكيد، لكنني فتحت قناة جديدة ولم تصل بعد لما وصلت إليه تلك من المشتركين”.

مشاوير غير مألوفة بنكهة القصائد

وقال منير معلقاً على زميله عمر راشد الذي سبقه للعمل بدراجة،فقال: “ليس هو الإعلامي الوحيد الذي يعمل على (موتور) دراجة نارية، ولا الوحيد الذي يبحث عن زبائن عبر صفحته في الفيسبوك، فأنا أيضاً قررت أن أسلك نفس التجربة، وهذه دراجتي بإمكانها إيصالكم إلى أي وجهة تريدونها، وللعلم هي تفضل القيادة السريعة على الطريق، لذا ستكون مُناسِبةً للمستعجلين أصحاب المشاوير المهمة، أولئك الذين لا (يُساومون) ولا يسألون عن أجرة المشوار، فضلاً عن كون السائق عزيزي الزبون مؤهلا على أعلى مستوى وبكامل هندامه، وكما ترون في الصورة دراجتي النارية لا تمتلك مكبر صوت أو حتى جهاز (mb3)، لأنك في حال وجود زحام ستذهب معي في رحلة عبر الفن والشعر والأدب والفلسفة حتى مواضيع الميتافيزيقيا التي لا يتطرق لها خطباء الجمعة، صحيحٌ أنني أقوم بتصرفات غريبة أثناء القيادة مع العالم من حولي، وذلك كي أكسر رتابة المواضيع التي أناقشها غالباً مع نفسي، ولكي أخرج عن المألوف أيضاً”.

الإعلام لا يؤكل عيشاً

ويرى عمر راشد الذي يدرس إعلام ويصنع محتوى على يوتيوب، أن الإعلام لا يؤكل عيشاً في البلاد، لهذا قرر أن يشتري موتوراً أو دراجة نارية من باب الكفاح والاجتهاد بطلب الرزق،ليجني لقمة يومه بعرق جبينه، معتبراً بأن التعب والتجربة تصقل المرء وتطور مهاراته وتجعله رجلاً مسؤولاً وصاحب تجربة يعتمد عليه.

فيما وصف نشطاء الشاب منير محمد العمري بأن مذيع لامع مثقف وموسوعي قدم العديد من البرامج المهمة على شاشة قناتي “اللحظة” و”الايمان” وغيرهما يتحول من منصة التلفزيون إلى العمل على دراجة نارية لكي يتمكن من تأمين الحد الأدنى من مستلزمات الحياة لأسرته. إنها وصمة عار كبرى”.

نظرية الشللية والواسطة والتطبيل

إلى ذلك، أثارت قصة الشابين وسائل التواصل في اليمن، وتعاطف مؤثرون وإعلاميون معهما، ولم يترددوا في الترويج لعملهما بدراجتهما النارية، مشيدين بأسلوب كفاحهما ورجولتهما في البحث عن مصدر رزق بشرف وكد . مشيرين بأن منير للامانة إعلامي ومُتقن بارز رغم صغر سنه ولديه خلفية ممتازة في المجال الأدبي والشعري والتاريخ ومميز حتى في برامجه التي قدمها في عدة قنوات فضائية.

وتابعوا:” للأسف إعلامنا الحكومي والخاص يخضع لنظرية الشللية والواسطة والتطبيل”. كما رفعوا هاشتاجات وشعارات داعمة ومتضامنة “إدعموا شبابنا الناجح و أنشرو لهم وتعلموا منهما فن الكفاح والطريق إلى النجاح”.

[


]

‫0 تعليق

اترك تعليقاً