أردوغان وأوجلان.. هل تنتهي رحلة الدم والإرهاب بين الزعيمين؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


حالة من الترقب تشهدها الأوساط السياسية في تركيا والكثير من دول العالم انتظارا للقرارات التي من المتوقع أن يتخذها حزب العمال الكردستاني، والذي من المتوقع أن يعلن حل نفسه وإلقاء سلاحه، استجابة لدعوة زعيم الحزب عبد الله أوجلان.

وكانت وكالة فرات للأنباء المرتبطة بحزب العمال الكردستاني PKK، قد ذكرت الجمعة الماضية، أن الجماعة عقدت مؤتمرًا هذا الأسبوع، واتخذت “قرارات تاريخية”، وذلك استجابة لمبادرة زعيمها المسجون في تركيا، عبد الله أوجلان، والتي دعا فيها إلى حل الحزب ونزع السلاح، في خطوة قد تكون مهمة في حسم صراع طال أمده مع أنقرة.

ونشرت الوكالة ما قالت إنه بيان صادر عن الجماعة، بعد المؤتمر الذي انعقد من الخامس إلى السابع من مايو الجاري في شمال العراق حيث تتمركز الجماعة الآن.

ولم تتطرق الجماعة في البيان، إلى تفاصيل بشأن ما إذا كانت قد قررت نزع سلاحها أو حل نفسها، لكن مصدر قال لصحيفة “رووداو” الكردية، إن “حزب العمال الكردستاني سيعلن النتائج رسميًا (الجمعة)، وسيتناول الحزب في بيان مسألة إلقاء السلاح والحل الذاتي”.

ونقلت وكالة فرات عن الجماعة القول: “المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني اتخذ قرارات ذات أهمية تاريخية بشأن أنشطة الجماعة بناء على دعوة الزعيم آبو”، في إشارة إلى زعيمها أوجلان المسجون في تركيا منذ 26 عامًا.

وذكرت الوكالة، أنه من المقرر نشر معلومات مفصلة عن هذه القرارات “قريبًا جدًا”، فيما أشارت مصادر “رووداو”، إلى أن “المؤتمر عُقد في المناطق الخاضعة لسيطرة حزب العمال الكردستاني، وليس في السليمانية (بإقليم كردستان العراق) كما ادعت بعض وسائل الإعلام التركية”.

وكان أوجلان، مؤسّس الحزب، قد دعا في رسالة ألقتها باسمه النائبة في حزب “ديم” باريفان بولدان، في مؤتمر صحفي بإسطنبول في فبراير/ شباط الماضي، إلى حل الحزب، ومسلحي المجموعات إلى إلقاء السلاح، والانتقال إلى العمل السياسي. وجاء في رسالته: “كما يفعل كل مجتمع حديث وكل حزب لم يجرِ القضاء عليه قسرًا، عليكم عقد مؤتمركم واتخاذ القرارات اللازمة للاندماج مع الدولة والمجتمع طواعية، يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها ويجب على حزب العمال الكردستاني حل نفسه”، وختم رسالته بالقول: “أبعث بتحياتي إلى كل من يؤمن بالعيش المشترك ويستجيب لندائي”.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن حزب العمال الكردستاني، المصنف كتنظيم إرهابي من قبل أنقرة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، سيتم حله قريبًا، قائلًا إن الحزب “سيتخلى عن السلاح اليوم أو غدا”.

وقال أردوغان في تصريحات أدلى بها، إن بلاده “تجاوزت كل العقبات والمعيقات” في طريقها إلى القضاء على ما وصفه بـ “الإرهاب”، مؤكدًا أن المرحلة الحالية تمثل بداية جديدة نحو تطهير تركيا من الإرهاب.

واعتُقل أوجلان قبل 26 عامًا في العاصمة الكينية نيروبي عام 1999، ونُقل لاحقًا إلى تركيا في فترة حكم رئيس الوزراء بولنت أجويد، وأُعلن عن نقله إلى تركيا في 16 فبراير/ شباط، ليُحكم لاحقًا بالسجن المؤبد، ويودع في سجن خاص بجزيرة إمرلي.

حزب العمال الكردستاني جماعة مسلحة نشأت في جنوب تركيا أواخر سبعينيات القرن العشرين. وهي حركة انفصالية تسعى لإقامة ما تسميه “دولة كردستان الكبرى المستقلة”، تجمع بين الأفكار القومية الكردية ومبادئ الاشتراكية الأممية.

يعتبره طيف واسع من الأكراد كيانا سياسيا يعكس تطلعاتهم نحو “التحرر والاستقلال”، في حين تعتبره تركيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي “تنظيما إرهابيا محظورا”.

عبر الحزب منذ تأسيسه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1978 من محطات عديدة، تأرجح فيها صراعه مع الدولة التركية بين المواجهة العسكرية ومساع للتسوية وإحلال السلام، كما شهد مساره التاريخي تحولات جوهرية لامست نهجه الفكري وأحدثت تغييرا في مواقفه تجاه القضايا والأحداث التي عايشها.

ولعل أبرز هذه التحولات إعلانه في فاتح مارس/آذار 2025 وقفا فوريا لإطلاق النار والتخلي عن السلاح امتثالا لدعوة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان، في خطوة قد تؤدي إلى إنهاء صراع استمر أكثر من 40 عاما مع تركيا.





‫0 تعليق

اترك تعليقاً