أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن توصل الهند وباكستان لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بشكل كامل وفوري، وذلك بعد محادثات مطولة بوساطة الولايات المتحدة، أعقبت تصاعدًا عسكريًا خطيرًا بين الجارتين النوويتين خلال الأيام الماضية.
وفي بيان نشره ترامب على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، قال: “بعد ليلة طويلة من المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري، أهنئ البلدين على إظهار الحكمة والذكاء الكبير في اتخاذ هذا القرار”.
الخارجية الأمريكية: اتصالات مباشرة مع كبار المسؤولين في البلدين
من جهته، كشف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن التوصل للاتفاق جاء نتيجة تحركات دبلوماسية مكثفة خلال الـ48 ساعة الماضية، حيث أجرت الإدارة الأمريكية اتصالات مع كبار المسؤولين في البلدين، شملت رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ونظيره الباكستاني شهباز شريف، ووزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، ورئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير، بالإضافة إلى مستشاري الأمن القومي أجيت دوفال من الجانب الهندي، وعاصم مالك من الجانب الباكستاني.
وأوضح روبيو، في تغريدة عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أن الاتفاق يتضمن بدء محادثات مباشرة بين البلدين في موقع محايد لمناقشة مجموعة واسعة من القضايا الثنائية، مضيفًا: “نشيد برئيسي الوزراء مودي وشريف على حكمتهما وحنكتهما السياسية في اختيار طريق السلام بدلًا من التصعيد”.
كشمير تعود إلى واجهة التوتر
وكانت حالة من التصعيد العسكري قد اندلعت بين الهند وباكستان خلال الأسبوع الماضي، بعدما شنت القوات الهندية ضربات جوية استهدفت مواقع داخل الأراضي الباكستانية، قالت إنها معسكرات لإرهابيين، على خلفية هجوم دام استهدف سياحًا هندوسًا في كشمير الشهر الماضي، وهو ما نفته إسلام آباد جملة وتفصيلًا.
وردت باكستان على تلك الضربات بإطلاق قذائف مدفعية وصواريخ، وتبادل إطلاق النار عبر الحدود، فضلًا عن استخدام الطائرات المسيّرة من الطرفين، في تصعيد أثار قلقًا واسعًا لدى المجتمع الدولي، خاصة في ظل امتلاك الدولتين ترسانة نووية كبيرة.
دعوات دولية لضبط النفس
وفي أعقاب التصعيد، صدرت دعوات عاجلة من عدة دول ومنظمات دولية، بينها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، تحث الطرفين على ضبط النفس وتجنب الانزلاق إلى مواجهة شاملة، مع التأكيد على أهمية الحوار السياسي والدبلوماسي لحل النزاعات القائمة، وفي مقدمتها قضية كشمير التي لا تزال مصدرًا للتوتر منذ عقود.
مساعٍ أمريكية لإعادة بناء الثقة
يأتي الإعلان عن الاتفاق الأخير ليؤكد عودة واشنطن إلى لعب دور الوسيط المؤثر في النزاعات الإقليمية، وسط ترحيب حذر من المتابعين الذين يرون أن نجاح هذا الاتفاق يتوقف على مدى التزام الطرفين بوقف التصعيد العسكري والعودة إلى طاولة الحوار، خصوصًا في ظل حالة الاحتقان المزمنة في كشمير.