ردا على اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، بإجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا يوم 15 مايو (أيار) في تركيا، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، أن بلاده “مستعدة للقاء” مع الروس لبحث وقف الحرب.
وقال زيلينسكي عبر منصة إكس “بدء الروس أخيرًا بالتفكير في إنهاء الحرب هو علامة إيجابية.. والخطوة الأولى لإنهاء أي حرب حقًا هي وقف إطلاق النار”، مؤكدا استعداد كييف لعقد مباحثات سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ مطلع العام 2022.
وأضاف: “لا جدوى من استمرار القتل ولو ليوم واحد. نتوقع من روسيا تأكيد وقف إطلاق نار – بشكل كامل ودائم وموثوق – ابتداءً من الغد 12 مايو (أيار). وأوكرانيا مستعدة للقاء”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد اقترح أمس، إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا يوم 15 مايو (أيار) في تركيا، قائلًا إنها ينبغي أن تهدف إلى تحقيق سلام دائم، وهي مبادرة رحب بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال الرئيس الروسي إن المحادثات المقترحة في مدينة إسطنبول ستهدف إلى “القضاء على الأسباب الجذرية” للحرب واستعادة “السلام الدائم طويل الأمد” وليس “مجرد توقف للقتال لإعادة التسلح”.
وأضاف بوتين متحدثًا من الكرملين “نقترح على كييف استئناف المفاوضات المباشرة من دون أي شروط مسبقة.. يوم الخميس في إسطنبول”.
ورفض بوتين ما وصفها بمحاولة بعض القوى الأوروبية تقديم “إنذارات نهائية”.
وقال إن روسيا اقترحت عدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار، بما في ذلك وقف مؤقت لاستهداف منشآت الطاقة، ووقف إطلاق النار في عيد الفصح، وفي الآونة الأخيرة هدنة لمدة 72 ساعة خلال الاحتفالات بمرور 80 عامًا على النصر في الحرب العالمية الثانية.
وقال بوتين إنه لا يستبعد أن يتفق الجانبان خلال المحادثات المقترحة في تركيا على “بعض الهدن الجديدة ووقف إطلاق نار جديد”، لكن ذلك سيكون الخطوة الأولى نحو سلام “مستدام”.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، اليوم الأحد، أن التوصل إلى تحقيق السلام الدائم في أوكرانيا لن يكون ممكنا إلا من خلال مفاوضات جادة.
وقال بيسكوف، للصحفيين، ردا على سؤال عما إذا كان من الممكن تحقيق سلام مستدام من خلال المفاوضات المقترحة في تركيا: “لا يمكن التوصل إلى سلام مستدام إلا من خلال مفاوضات جادة”، حسب ما ذكرته وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء.
وأشار بيسكوف إلى انتهاء وقف إطلاق النار بمناسبة الذكرى الثمانين للنصر، الذي اقترحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. موضحا: “في الواقع، لم نشهد وقفا حقيقيا لإطلاق النار” من جانب كييف.
كما رحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، بالمفاوضات التي اقترحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بين موسكو وكييف في إسطنبول، والتي حدد لها يوم 15 مايو.
وقال الرئيس الأمريكي، عبر حسابه في منصة “تروث سوشيال” إنه يعتزم “مواصلة العمل” مع موسكو وكييف لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وتابع ترامب: “يومٌ عظيمٌ لروسيا وأوكرانيا! تخيّلوا مئات الآلاف من الأرواح التي ستُنقذ مع انتهاء هذه “المذبحة” على أمل أن تنتهي”.
وأضاف بالقول: “سيكون عالمًا جديدًا كليًا، وأفضل بكثير. سأواصل العمل مع كلا الجانبين لضمان حدوث ذلك. الولايات المتحدة تُريد التركيز، بدلًا من ذلك، على إعادة الإعمار والتجارة. أسبوعٌ حافلٌ قادم!”.
كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأحد، أن مقترح الرئيس بوتين إجراء مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا هو “خطوة أولى لكنها غير كافية”.
وقال ماكرون للصحفيين بعيد وصوله إلى بولندا بالقطار عائدا من العاصمة الأوكرانية “وقف إطلاق النار غير المشروط لا تسبقه مفاوضات”، معتبرا أن اقتراح بوتين إجراء مباحثات مباشرة في تركيا يُظهر أنه “يبحث عن مسار (للتسوية)، لكنه لا يزال يرغب في كسب الوقت”.
وأكد ماكرون أن الهدنة ستمهد الطريق “للعمل الفوري والمفاوضات مع الأطراف المعنية لبناء سلام قوي ودائم”.
ووجهت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون، إلى جانب الولايات المتحدة، السبت إنذارا إلى روسيا من أجل وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوما، اعتبارا من الاثنين، تحت طائلة فرض الدول الغربية “عقوبات هائلة” جديدة على موسكو في حال رفضها. وقالوا إن الولايات المتحدة ودولا أخرى تؤيد هذا الاقتراح.