
استقبلت المملكة العربية السعودية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارة رسمية إلى الرياض، مفاجئة العالم بفرش سجادة بنفسجية بدلاً من السجادة الحمراء التقليدية.
هذا الاستقبال الذي تجاوز البروتوكولات المعتادة، حمل في طياته رسائل ثقافية عميقة، معبرًا عن الهوية الوطنية السعودية الأصيلة.
اللون البنفسجي، الذي اختارته وزارة الثقافة السعودية بالتعاون مع المراسم الملكية، لم يكن مجرد اختيار عشوائي، بل هو تجسيد لجمال الطبيعة السعودية في فصل الربيع، حيث تتزين الصحاري والهضاب بأزهار الخزامى ونباتات العيهلان والريحان. هذا المشهد الطبيعي، الذي يحمل دلالات جمالية وثقافية، أصبح رمزًا للاستقبال الرسمي لكبار ضيوف الدولة، من رؤساء ووزراء وسفراء.
إلى جانب اللون، زُينت أطراف السجادة بعناصر من فن السدو التقليدي، وهو حرفة يدوية سعودية أصيلة مسجلة في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي. هذا الدمج بين الطبيعة والتراث منح مراسم الاستقبال طابعًا فريدًا، يعكس عمق التاريخ والثقافة السعودية.
استقبال ترامب، الذي كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقدمة مستقبيله، شهد عزفًا للأبواق وإطلاق 21 طلقة مدفعية، في إشارة إلى الأهمية الدبلوماسية للزيارة. وخلال استراحة في صالة التشريفات، تبادل الجانبان أحاديث ودية وتناولا القهوة السعودية، في مزيج بين التقاليد المحلية والضيافة الرفيعة.
هذا الاستقبال يأتي في سياق سلسلة مبادرات وطنية تهدف إلى إبراز الثقافة والتراث السعودي في المشهد العام، بما في ذلك المناسبات الرسمية. المملكة تسعى من خلال هذه المبادرات إلى تعزيز مكانتها الدولية وتقديم صورة معاصرة وأصيلة عن ثقافتها، معيدة تعريف تفاصيل الاستقبال الرسمي بأسلوب سعودي خاص. هذا النهج يجسد رؤية ثقافية طموحة، تدمج بين الأصالة والمعاصرة، وتعكس هوية وطنية متجذرة في التاريخ ومفتوحة على العالم.