قبل أن يبدأ مغامرته الكبرى على مقاعد بدلاء ريال مدريد، تلقّى تشابي ألونسو نصيحة صريحة من مدربه السابق في المنتخب الإسباني، فيسنتي دل بوسكي، الذي قال له: «لا تدعهم يروا أي نقطة ضعف»، وذلك وفق إذاعة «كادينا سير» الإسبانية.
تلك الجملة اختزلت جوهر المرحلة الجديدة التي يستعد لها المدرب الباسكي، الذي يعود إلى النادي الملكي مدججًا بالنجاحات، بعدما قاد باير ليفركوزن إلى لقب تاريخي في الدوري الألماني.
ومع رحيل الإيطالي كارلو أنشيلوتي عن منصبه، بعد 6 سنوات متفرقة قضاها مع الفريق، يستعد ألونسو لتولي القيادة الفنية في واحدة من أكثر اللحظات حساسية، إذ من المتوقع أن يبدأ مهمته خلال بطولة كأس العالم للأندية مباشرة وسط زخم المنافسات.
دل بوسكي، الذي يعرف ألونسو جيدًا منذ أيامه لاعبًا في صفوف المنتخب الإسباني، قال خلال مشاركته في برنامج «إل لارغيرو» الإذاعي: «لقد فوجئت بعدد اللاعبين الذين أصبحوا مدربين، لكن تشابي كان من أوضحهم. رأيت فيه مدربًا منذ أيامه لاعبًا».
وأضاف: «كان عنصرًا محوريًا في تشكيلتنا، ويفهم كرة القدم من منظور جماعي، ومن موقعه في وسط الملعب، وهو ما ساعدنا في الفوز بكأس العالم. اليوم، ترجم هذا الفهم إلى فلسفة تدريبية ناجحة».
وتابع دل بوسكي حديثه مؤكدًا أن بداية ألونسو ستكون حاسمة: «في الأيام الأولى، اللاعبون يختبرون المدرب، ويبحثون عن نقاط ضعفه؛ لذا عليه أن يبدو قويًا منذ اللحظة الأولى. لكنني واثق بأن تشابي يعرف تمامًا كيف يتحرك في غرفة الملابس، لما يتمتع به من معرفة وشخصية قوية».
وفيما يخص تعامله المنتظر مع شخصيات صعبة في الفريق، كالنجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، قال دل بوسكي إنه من الصعب إعطاء وصفة جاهزة، مضيفًا: «لتتمكن من إدارة هذا النوع من اللاعبين، عليك أن تعيش معه يوميًا، وأن تكسب ثقته، وأن يصدق ما تقوله. أعتقد أن زملاءه في الفريق يعرفون جيدًا كيف ينصحونه».
ورغم دخول ألونسو فورًا في المعترك التنافسي عبر كأس العالم للأندية، لا يرى دل بوسكي في ذلك مشكلة، بل يعدّه «حافزًا». وقال: «في الماضي، كانت الفرق تبدأ الموسم بتحضيرات تدوم شهرًا كاملًا بلا منافسات. أما الآن، فسيبدأ باللعب، وهذه طريقة جيدة لاكتشاف اللاعبين والتقرب منهم، والعمل على تعزيز مشاركتهم الدفاعية، وهو أمر يصب في مصلحتهم. الجميع يريدون فريقًا ناجحًا».
وفي خضم الحديث عن المدرب الجديد، قالت إذاعة «كادينا سير» الإسبانية إن دل بوسكي لم يغفل عن الإشادة بالمدرب الراحل كارلو أنشيلوتي، الذي يرى أنه «مثّل ريال مدريد خير تمثيل». وقال عنه: «قدّم عملًا استثنائيًا من جميع الجوانب، ولا أظن أن هناك من يختلف على ذلك. كان رجلًا محترمًا، مخلصًا للنادي حتى آخر لحظة. لقد نجح في تحقيق أهم مهمتين لأي مدرب: خلق بيئة صحية داخل غرفة الملابس، وتحقيق النتائج الرياضية. أنشيلوتي فعل ذلك بطريقة مثالية».
وأضاف: «رغم كل الظروف التي أحاطت بالموسم الحالي، علينا ألا نغفل الصورة الكاملة؛ لقد فاز بالبطولات، ومثّل النادي بأفضل صورة، وهما أمران جوهريان».