رجال على طريق الحق – بيان – المحرر العربي

بيان
حفظ التاريخ أسماء رجال ظهروا في أمم مختلفة وأزمنة متعاقبة، متحدين في الوجهه متوافقين في الغاية، يظهر أمرهم أولا ضعيفا هينا ثم يقوى ويشتد، وهم في زمان قوتهم كما في زمان ضعفهم، أحرار لم تأسرهم فواتن الدنيا ولا سحر الحياة، مسلمون وجوههم لله لا يخافون بطش جبار ولا سطوة لائم غاشم، قد وسع الناس حلمهم وعلمهم، واتسع للكل صدرهم ووجوههم ، أنهم جاءوا للارواح بنورها، وللعقول بدستورها، وللقلوب بمطلوبها، وللصدور بشفائها.
ومن هؤلاء الرجال أذكر لكم
(1) محمد بن أبى حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمى أبو القاسم – ولد بأرض الحبشة وكان أبوه من “السابقين الأولين ” وهو مشهور بكنيته ” أبا القاسم” استشهد أبوه حذيفة باليمامة فضم “عثمان بن عفان” رضي الله عنه محمدا هذا إليه ورباه فلما كبر واستخلف عثمان رضي الله عنه استأذنه في التوجه إلى مصر فأذن له.
بايع أهل مصر محمد بن حذيفة بالإمارة إلا عصابة منهم معاوية بن خديج وبسر بن أرطاة.
ذكر أبو أحمد الحاكم أن محمد بن أبى حذيفة لما ضبط مصر واراد معاوية الخروج إلى صفين بدأ بمصر أولا فقاتله محمد بن أبي حذيفة بالعريش إلى أن تصالحا، وطلب منه معاوية ناسا يكونون تحت يده رهنا ليأمن جانبهم إذا خرج إلى صفين، فأخرج محمد رهنا عدتهم ثلاثون رجلا فأحيط بهم وهو فيهم فسجنوا.
وقال أبو أحمد الحاكم خدع معاوية محمد بن أبي حذيفة حتى خرج إلى العريش في ثلاثين رجلا، فحاصره ونصب عليه المنجنيق حتى نزل على صلح، فحبس ثم قتل.
وقال بن عائذ: فرقهم معاوية بصفين فسجن بن أبى حذيفة ومن معه في سجن دمشق وسجن بن عديس والباقين في سجن بعلبك.
ذكر خليفة بن أبى خياط في تاريخه أن “علي رضي الله عنه” لما ولى الخلافة أقر بمحمد بن أبى حذيفة على إمرة مصر ثم ولاها محمد بن أبى بكر، وقال الكلبى قتله مالك بن هيبرة السكونى.
(2) محمد بن عمرو بن العاص بن وائل القرشي السهمى، قال بن البرقى: أمه إسمها خولة بنت حمزة ابن السليل، وقال الواقدى والزبير بن بكار: شهد معركة صفين مع أبيه وقاتل فيها وأبلى بلاء عظيما وهو القائل
لو شهدت حمل مقامى ومشهدى بصفين يوم شاب منه الذوائب
(3) محمد بن جابر بن غراب بن دؤاله بن شبوة بن ثوبان بن عبس بن غالب العكى – وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر.
(4) محمد بن وحوح بن الأسلت، وذكر القداح أنه شهد فتح مصر وأنه حضر في فتوح العراق، وذكر الكلبى أن حصنا و محصنا قتلا بالقادسية فلعل هذا اخوهما او كان أحدهما يدعى محمدا.
(5) محمد بن الجد بن قيس الأنصارى، ذكره إبن القداح وقال سماه النبى صلى الله عليه وسلم محمدا وشهد فتح مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر محمد بن حبيب في كتابه المحبر أنه أول من سمى محمدا في الإسلام من الأنصار.
(6) محمد بن أنس بن فضاله بن عبيد بن يزيد بن قيس – ذكره البخاري في الصحابة وقال: انبأنا إدريس بن محمد بن يونس- حدثنى جدى عن أبيه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا إبن أسبوعين فأتى بى فمسح برأسى وحج بى حجة الوداع وأنا بن عشرة سنين وقال: دعا لى بالبركة.
وقال يونس إبنه: ولقد عمر أبى حتى شاب كل شئ منه ومات وما شاب موضع يد النبي صلى الله عليه وسلم .
قُتل أنس بن فضاله يوم أحد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بمحمد بن أنس بن فضاله، فتصدق عليه النبي صلى الله عليه وسلم بعذق لايباع ولا يوهب.
(7) محمد بن الأسود بن خلف بن بياضه الخزاعي روى له حديث ( على كل بعير شيطان) وذكره البخاري في تاريخه ما يقتضى أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بالغا.

طالع المزيد: