بين الدواء والألم النفسي.. حكاية «صيدلانية المعادي» اختارت الرحيل في ليلة شتوية- المحرر العربي

في ليلة مظلمة من ليالي القاهرة، داخل حي المعادي سقطت حياة سيدة في الأربعين من عمرها، صيدلانية كانت تحمل آلام زملائها ومرضاهم.

هذه السيدة، التي كانت من المفترض أن تضمن الأمل في الأدوية، اختارت القفز من الطابق السابع، تاركة وراءها علامات استفهام كبيرة حول

الضغوط التي واجهتها.

سقوط صيدلانية من أعلى برج سكني بالمعادي

في أحد الشوارع الهادئة بمنطقة المعادي، تلقت أجهزة الأمن بلاغًا من الأهالي بسقوط امرأة من أعلى برج سكني، كانت المفاجأة مؤلمة بالعثور على جثة سيدة ملقاة على الأرض، مصابة بكسور وكدمات واضحة.

بعد تحريات واسعة تبين أن الضحية كانت صيدلانية محترفة، تقول عائلتها إنها ‘كانت دائمًا تعاني في صمت’، وأضافت والدتها بدموع في عينيها: ‘لم نكن نعلم أنها وصلت إلى هذه النقطة، كانت تحمل هموم الناس، لكنها لم تجد من يحمل همومها’.

ضغوط نفسية على الصيدلانية

عاشت الصيدلانية المتوفاة حياة مليئة بالتحديات والمخاطر النفسية، إذ كانت تؤدي دورًا حيويًا في تقديم الرعاية الصحية للمرضى، ولكن مما لا شك فيه أن هذه المسؤولية تأتي مع عبء هائل، في عالم يتطلب منها اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة تحت ضغط دائم.

كانت تشعر المتوفاة بثقل الألم الذي يعاني منه المرضى، وكأنها تحمل آلامهم معها، ومع تزايد حالات الضغوط النفسية والاجتماعية في محيط عملها، تعمق شعور العزلة والانفصال عن العالم الخارجي، حيث باتت تعيش في دوامة من التوتر والقلق.

ورغم أن الكثيرين من حولها ربما اعتقدوا أنها تتمتع بحياة مهنية ناجحة، إلا أن الضغوط المتزايدة أدت إلى حالة من الاكتئاب الشديد، جعلتها تشعر بأن خياراتها قد نضبت.

الصيدلانية، التي كانت تقدم الأمل في شكل أقراص وحقن للآخرين، وجدت نفسها محاصرة في دائرة من الألم الوجودي، مما دفعها للتفكير في اتخاذ خطوات جذرية لإنهاء معاناتها.