الشيخ «خالد» الفائز بالمركز الأول بالمسابقة الدولية لحفظ القرآن: هدفي الوصول لإذاعة القرآن الكريم- المحرر العربي

حباه المولي عزوجل بصوت عذب، لقبه المستمعين بالكروان، بعدما استطاع أن يخترق بصوته قلوبهم من الوهلة الأولي، عندما يصدح يمتع أرواحهم فيصمت الجميع اجلالا وتقديرا وتدبرا لذاك الصوت الذي نشأ في أسرة قرآنية، رغم أنه لم يلتحق أو أي من أفراد أسرته بالأزهر الشريف الا أن حبهم للقرآن الكريم امتد لغرسه في أبنائهم تعلمه وحفظه وتلاوته وفهم معانيه ومقاصده، فببركة القرآن الكريم استطاع الشيخ خالد عطيه عبد الخالق صديق ابن مركز ديرب نجم في محافظة الشرقية أن يحصد المركز الأول بمسابقة بورسعيد الدولية للقرآن الكريم فئة ‘الصوت الحسن’.

حرص والد الشيخ خالد على تعليمه حفظ القرآن الكريم منذ نعومة أظافره حيث أحضر له شيخ بالمنزل حينما كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات خشية عليه من اللهو بالشارع مع أقرانه من خلال استثمار وقته ودمجه في شيء مفيد بحسب والده خلال حديثه ل’أهل مصر’، ‘في البداية كنت بعلمه حفظ القرآن عشان أبعده عن اللعب في الشارع لحد ما بدأت مع مرور الوقت أكتشف موهبته فاشتغلت على تنميتها’.

قلق الأب على صغيره من الخروج إلى الشارع للهو مع أقرانه بمثل عمره جعله يفكر في أن يجلب له شيخًا بالمنزل يعلمه حفظ القرآن الكريم ويستطيع استثمار وقته في شيء مفيد، عامًأ تلو الآخر لاحظ والده موهبته، وتحديدًا حينما شارك في الإذاعة المدرسية، تلك كانت بدايات اكتشاف حلاوة صوته التي حرص والده على تنميتها خاصة بعدما نال استحسان كبار المشايخ.

الوصول لأن يصبح قارئًا بالإذاعة والتلفزيون، ذاك هو هدف الشاب الذي يراود أحلامه منذ أن بدأ في الحفظ وعمره 6 سنوات على يد الشيخ صالح عيد أحد مشايخ بلدته وختمه بعمر 15 سنه، بتشجيع ودعم أسرته على تلاوته أناء الليل وأطراف النهار.

أصوات الشيوخ محمد صديق المنشاوي ومصطفى إسماعيل ومحمد عمران كانت تلك التي لامست قلب الصغير وكانت سببًا في تكوينه عندما حاول تقليدها في سن صغير حتى استطاع أن يصنع لنفسه صوتًا مختلفًا يميزه عن غيره.

عندما أكمل عامه التاسع بدأ في تدريب صوته على الابتهالات الدينية، وضمن المقاطع الصوتيه التي كان يوثقها والده انتشر له مقطع فيديو التقطه أحد القائمين على مسابقة ذا فويس ودعوه للمشاركه لكنه رفض رفضا تاما.

ساعده والده في الجلوس على التخت بالمآتم وغيرها من المناسبات حتى يستطيع التفاعل مع المستمعين وزيادة الثقة لديه لتتلاشى الرهبة رويدًا رويدًا، وحظي بالتلاوة في العديد من المناسبات بمشاركة كبار المشايخ أمثال الشيخ محمود الخشت ومحمد يحيى الشرقاوي والدكتور عبد الفتاح الطاروطي القارئ بالإذاعة والتلفزيون والشيخ أبو الوفا الصعيدى.

والد الشاب العشريني خلال حديثه لـ’أهل مصر’ سرد موقفًا جمعه بالشيخ محمود أبو الوفا الصعيدى في أحد المناسبات ظلت كلماته محفورة في ذاكرته بعد مرور سنوات عليه، بعدما سمح الشيخ لابنه بالصعود إلى التخت والجلوس بجانبه ومشاركته بالتلاوة لمدة 20 دقيقه، عندما حاول والده أخذه لعدم شعور الشيخ بالحرج ليفاجأ أنه يستوقفه قائلاً:’سيبه أنا مستمتع’ طالبًا منه أن ينتظره لحين الانتهاء، ثم همس في أذنه قائلاً:’ خامة صوته كويسه هتاكل خيرها، حافظ عليه لكن ما تجهدش حنجرته في السن الصغير ده عشان ما تستهلكش قوته دلوقتي فتأثر عليها وتصاب بمشاكل فيما بعد، حاول تدعمه بكل قوتك عشان هتستفيد من خامة صوته’ ناهيًا حديثه معه بأنه سيصبح القارئ الأول في مصر.

منذ قرابة ثلاث سنوات علم الشاب صاحب الواحد وعشرون ربيعًا بمسابقة بورسعيد الدولية للقرآن الكريم عقب انتهائه من المرحلة الدراسية بمعهد الطاروطى فوضع نُصب عينه المشاركة بالمسابقه فبدأ بتدريب وتأهيل نفسه خلال تلك السنوات الأخيرة لخوضها بتعلم المقامات على يد الشيخ طه عبد الوهاب بمعهد طنطا.

في سبتمبر الماضي اللجنه العليا المنظمة للمسابقة كانت أعلنت عن فتح باب التقديم، لم ينتظر الشاب العشريني، الذي أخذ قراره قبل سنوات قليله، وتقدم دون أن يخبر أسرته ليفاجئهم فيما بعد بقبوله للمشاركة في المسابقه عقب إرساله مقطع صوتي لتلاوه تؤهله لذلك، الأمر الذي أدخل البهجة والسعادة على أسرته التي شملته بالدعاء، ليحصل على المركز الأول محليًا والثاني دوليًا، ضمن فئة الصوت الحسن في التلاوة المجودة مع اتقان الحفظ والأحكام والمقامات الصوتية، من بين أكثر من 400 متسابق كان ضمن 4 فائزين.

‘قرآن يمشي على الأرض’ هكذا وصفته والدته قائلة :’ابني شاب نشأ في عبادة الله، متواضع ومجتهد’، سعاده وفرحه لا توصف سجدت لأجلها شكرا لله، عندما فاجأها ابنها بتقدمه للمسابقه وقبوله للمشاركة بها، حينها توقعت فوزه لثقتها بعذوبة صوته، وأثناء مشاهدتها للمسابقة عبر البث المباشر تأكد ذاك الشعور لديها بعدما أثنى عليه الدكتور عبد الفتاح الطاروطي.

الشيخ خالد مع والداته

والد الشيخ خالد عطية